responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي    الجزء : 0  صفحة : 89

هو الذي يشير إليه بقوله:

أهذّب في مدح الرجال خواطري # فأصدق في حسن المعاني و أكذب

و ما المدح إلا في النبي و آله # يرام و بعض القول ما يتجنب‌

أما إغراقه فى مدح مثل بهاء الدولة و شرف الدولة و التوجع في رثائهما و التودد في استعطافهما و الانعطاف عليهما حتى و لو انتهى الى مثل قوله:

لا عجبا أن نقيكم حذرا # نحن جفون و أنتم مقل‌

فهو أمر قد أشرنا الى العذر عنه، إذ ذكرنا أن المدح لهؤلاء شي‌ء لا يريد به الشاعر إلاّ إتقان الصنعة كما يفهمها و لا يتشدد فيه باتقاء الضرورات كما هي متقاة في مدح الأصدقاء و تأبينهم، و مع ذلك الإغراق في المدح نراه يتحمس و يفخر فى اثنائه كثيرا، كما نراه يتصلب في الغزل و فى سائر موارد اللين و الرقة، و تلك طريقة يتفرد بها، و على نفس هذه الطريقة جرى مع سلطان الدولة الذي خطب مدحه، بعد أن طلق الشعر حينما بلغ الأربعين، و ذلك إذ يقول:

رام مني قود القريض و لو لا # ه لقد جاذب الزمام الأكفا

هبّ من رقدة الفتور إليه # بعد ما غض ناظريه و أغفى‌

هو ظهر ينقاد طوعا على اللين، و يأبى القياد إن قيد عسفا

رثاؤه‌

:

من يستطرد شعر الشريف يجد نفسه مملوءة بالهموم و الأحزان و الأسى و الأسف، ليس لتصريحاته التي يؤديها مثل قوله «لا ألوم الهم إن لازمني» ، بل أمانيه بالخلافة، و مداراة المتغلبين عليها،

اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي    الجزء : 0  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست