responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي    الجزء : 0  صفحة : 87

غرضي بمدحك أن يطاوعني # عوج بايامي و يعتدل‌

تم لا يتعدى بمدحه عن هؤلاء راغبا إلا لرحم او صديق او عظيم من رجال الدولة، اتباعا لقوله في أبيه: «و غيرك لا أطريه إلا تكلفا» ، و قوله عند إطراء الطائع:

و إني إذا ما قلت في غير ماجد # مديحا كأني لائك طعم علقم‌

و لا ننسى أن الشاعر كثيرا ما يصوغ الأكاذيب ليتوج بها من لا يستحق الثناء، لكن لا نجد شاعرنا مطمئنا الى هذه العادة السيئة التي تستدعي شيئا من الصفاقة تحول بينه و بين الحياء؛ اما أولئك الذين يقول فيهم:

أكاشر أبناء هذا الزمان # و أهزأ من نبلهم بامتداحي‌

فهم نبلاء مستحقون لمدحه، لأنهم الخلفاء و الملوك، إلا أنه لا يراهم أهلا لمدحه.

و كما أن الشريف لا يجد بدا من مدح من يستحقه، هو مضطر لا محالة الى ذم أعدائه و مناويه، لأنه محاط بهم، و الكثير منهم مسلح بالمكر و الخديعة و الوشاية و النميمة، و كما هو يدفع نكايتهم بيده لا بد له من الوقيعة بهم بلسانه، و لذلك كان يسمي قصائده فى المدح و الذم (بوارد الغليل) و يقول فيها:

بوارد للغليل كأن قلبي # يعب بهن فى برد النطاف

أسرّ بهن أقواما و أرمي # أقيواما بثالثة الأثافي‌

و بما أن تتبع أهاجيه يضطرنا الى الاطالة تركنا التعرض لها بالرغم‌

اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي    الجزء : 0  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست