اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي الجزء : 0 صفحة : 52
الأولى القريبة العهد-يتمثل لأعينهم الحق الصريح في عرش الخلافة الاسلامية، و يشعرون بأنهم ورّاثه الشرعيون، فان ذلك ليس فقط يزيد في عز نفوسهم بل يقفز بهم و يتوثب على عرش الخلافة من حين لآخر، و لذلك كانت مؤامراتهم و ثوراتهم متتابعة و إن انتهت بالخيبة و الفشل في أكثر الأحيان بل كلها؛ فما هو الظن بالشريف الذي نبت في الصميم من شرف الأسرة العلوية، و أدلى من طرفي أبويه بقرب الانتماء الى الرسول الأعظم، و نفسه تلك النفس الوثابة الطموح، و له تلك الفتوة و النجدة، و تلك البسالة الموروثة؛ و نحن إذا استعرضنا ديوانه نجد الأماني و الآمال، و نجد البشائر بالنجاح، و نجد التعزي عن الخيبة بأنواع التعازي، نجد كل ذلك قد أفعم ديوانه حتى غص بأمثال قوله:
يا قدمي!دونك مسعاة العلا # قد ضمن الإقبال ألاّ تعثري
ليكثرن خطوك أو تنتعلي # سرير ملك أو مراقي منبر
لا يرى مثلي إلا طالبا # ذروة المنبر او قعر الرّجم
طامح الرأس على أعواده # او على عادية الرمح الأصم
لو كنت أقنع بالنقابة وحدها # لغضضت حين بلغتها أمالي
لكن لى نفسا تتوق إلى التي # ما بعدها أعلى مقام عال
و إذا نظرنا الى واحدة من فخرياته نجد أنه تستدرجه هذه الأحلام، و هاتيك الأماني الى الذهول عن مواضع محاولاته، و الغفلة عن الخطر الذي يلحقه من إبداء ما استكن في قرارة نفسه فبينا هو يقول:
انا ابن من ليس بجد له # من لم يكن بالماجد الجائد
اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي الجزء : 0 صفحة : 52