responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي    الجزء : 0  صفحة : 22

الذي تتأثر العاصمة بأفكاره، و ترحب به إذا دخلها في الحملة العسكرية الفاتحة. و إذا دخل شرف الدولة سنة 375 فاتحا مدينة السلام يصحبه أبو أحمد و قد انعقدت الصلات بينهما، فما ذا يصنع الشريف، و ما ذا يقع منه في هذا الدور الجديد، حينما يرى حبيبه الطائع خليفة و شرف الدولة هو الملك؟ إن الشريف قد حسر عن ذراعيه، و رفع أغشية قريحته، مستبشرا لهذا العهد الذي يلمس فيه الهناء و صفو العيش و إقبال السعادة، فانشأ فى مدح شرف الدولة سنة 376 قصيدته «أحظى الملوك من الأيام و الدول» يشكره فيها على إنزاله إباه و عمه من القلعة، و له فيه غيرها، و لكن هذه تمثل الظروف و الأحوال التي أنشئت فيها، و تقايس بين دوري الامتنان و الامتحان؛ و كانه في ذلك الوقت الذي أنشأها فيه لا يستطيع ان يقتصر على الإطراء و المدح، و لا الفخر، و لا ذكر الحرب التي انتهت بالفتح لشرف الدولة، بل يتفلّت عن ذلك الى ذكرى الشقاء السالف، ليستلذ منه السعادة المقبلة.

و قد و فى شرف الدولة لأبى أحمد، فردّ بقية أملاكه، و قد كان الكثير مستردّا سنة 374، و أقره على النقابة و ادنى قربه؛ و كأنه أراد أن يجدّد له عهد صهريه معز الدولة و ولده، ذلك العهد الذي كان تهابه فيه الوزراء و تخشاه الحجاب و الكتاب، أما الشريف نفسه، فما كان له عنده من محاولة سياسية تذكر إلا تأهله بأكمل الاستعداد للقيام محل أبيه في كل ما له من جاه او سلطان، و كفى بذلك مقاما

اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي    الجزء : 0  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست