اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي الجزء : 0 صفحة : 23
مقنعا له في محاولاته و منازعه يومئذ.
اما الطائع فما كان لينسى-بعد استخلافه-ما لأبى احمد على أبيه المطيع: من الأيدي الكريمة، و ما كان بينهما من المودّة. و على أساس التجربة المعروفة «ما في الآباء ترثه الأبناء» ، وجب أن يكون ما بينه و بين الشريف ما كان بين أبويهما من الولاء و المصافاة. و لقد بدأ فبالغ فى إكرام الشريف ابى أحمد و احترامه عند عودته من فارس صحبة شرف الدولة، و ردّ امر النقابة اليه، و استعاد ذكرى المودة القديمة بينهما، و ربما كان استعان به على تحسين صلاته مع شرف الدولة، و لهذه المناسبات مدحه الشريف بالقصيدة التي يقول فيها:
بالطائع الهادي الامام أطاعني # أملي و سهّل لي الزمان مرامي
هذا الحسين و قد أخذت بضبعه # جذبا يمرّ قرائن الأرحام
أعطيته محض المودة و الهوى # و غرائب الإعزاز و الإكرام
و لما شاخ أبو احمد لم يكن الطائع ليولّي النقابة بطبيعة الحال غير ولده الشريف (محمد) نيابة عنه، ثم عهد بها اليه مستقلا سنة 380 مكافأة له على مدائحه المتوالية، و خاصة على ما يخاطبه بها في العام المذكور بقوله:
متى أنا قائم أعلى مقام # و لاق نور وجهك بالسلام
و منصرف و قد أثقلت عطفي # من النعماء و المنن الجسام
و لي أمل أطلت الصبر فيه # لو أنّ الصبر ينقع من أوامي
فان الطائع بعد إنشاء هذه أمر ان تخلع عليه أبراد النقابة السود فى
اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي الجزء : 0 صفحة : 23