responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي    الجزء : 0  صفحة : 21

لو كان مثلك كلّ أم برة # غني البنون بها عن الآباء

إن هذا الدور الأول بما فيه من نوائب جمة وقعت على ذلك الشاب الوديع فجاءة، هو الذي جعله يكثر في شعره-حتى فى دور الهناء و الصفاء- من ذم الزمان و كيد الأعداء و الحساد، و يتلهف كثيرا لماض يتمنى رجوعه، و يتوجع لحادث لم يسبق له مثيل في آله، و يستطرد من ذلك الى ذكرى مصائب و مصارع آبائه الأقدمين، و انتهاك حرمتهم و اغتصاب حقوقهم. و لقد اثر هذا في خياله في النسيب الذي يستهل به قصائده، فحوّره الى ما كان متضمنا للبكاء على الدمن و التوجع للفراق و الاحتراق بلظى التصابي، و ما الى ذلك من الاتجاهات البعيدة عمن ثقفته الحضارة، و ارتبى في مهاد الترف. و إذا قرنته بابن المعتز و بأبي فراس الحمداني، تجد هذا قد أثر حب الحرب في خياله، كما اثر اللهو و الترف على طبع الأول، اما الشريف فقد أثر الحزن على خياله فى النسيب، و لعلما كان ذلك أحد الأسباب في مجانبته الغزل.

[2]دور الطائع و شرف الدولة

:

يبتدئ هذا الدور بدخول شرف الدولة الى بغداد، او بعد فتحه لفارس، حينما هلك أبوه العضد، و لا بد أن يكون هذا قد اتصل بأبي أحمد سجين القلعة بفارس، و أن أبا أحمد استغلّ تلك الفرصة بالأساليب التي تقربه منه؛ و في الوقت ذاته كان شرف الدولة يحتاج الى مثل ابى احمد الذي يعرف بغداد و يعرف السراة و الزعماء و الأمراء، و من يوالى العضد و يناويه؛ و لا نفس أن شرف الدولة يعرف أن أبا احمد هو رجل الجد و العمل، و هو

اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي    الجزء : 0  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست