responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي    الجزء : 0  صفحة : 20

يموّله و املاك أبيه مصادرة و يده مقبوضة؟و لا احسبه لترفعه و شممه يقبل هبات أسرته الكبيرة الطائلة الثروة، و هو لا يدلنا و لا غيره على مرتزق له من ثراء او مال مدّخر، سوى انه يشكو الوحشة لأبيه بمثل قوله:

أكدت علي الأرض من أطرافها # و تدرّعت بمدارع الأظلام

أشكو و أكتم بعض ما انا واجد # و أعاف أن أشكوا من الإعدام‌

و إذا كان الشريف يستشعر الاعدام و لا يشكوه لأحد، فمن العبث محاولتنا معرفة ما يرفعه يومئذ، و من الشذوذ عن الخطة التعرض لما لا يهم، كأمر الاعالة و الاعاشة. و الأرجح أن أمه (فاطمة بنت الناصر) هي التي كانت تقوم بشأنه و شأن أخيه المرتضى، مما ادخرته لنفسها او من الاملاك التي ورثتها من آبائها، و إذا كانت السيرة تنبؤنا بأنها كانت تدأب جدا في إرشادهما لتحصيل العلوم الدينية، و تتوسل الى رجال العلم و الدين أن يعلموهما و هما غلامان حدثان، فهي جديرة أن تمونهما في سبيل التربية و التهذيب كما هي-بلا تردد-تقص عليهما مآثر أسرة نفسها و أسرة زوجها حبيس الأحقاد و الوشايات، و تمنّيهما الأماني التي تدل مخايلهما من جهة الذكاء و بعد الهمة على الحصول عليها. و لقد جزع الشريف لوفاتها سنة 385 و رثاها بقصيدة تنبئ عن حزنه و لوعته و عما أومأنا إليه من بذل المال و السعي في سبيل تربيتهما، و ذلك حينما يقول:

و من المموّل لي إذا ضاقت يدي # و من المعلّل لي من الأدواء

و من الذي إن ساورتني نكبة # كان الموقّي لي من الأسواء

اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي    الجزء : 0  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست