responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي    الجزء : 0  صفحة : 19

كل ذي سطوة و نفوذ ضده و كل مشايع لعز الدولة، الذي قتله و استلم السلطان منه و فتك بكتّابه و وزرائه و نصحائه و ذوي رحمه، و منهم الشريف ابو احمد، فانه لكثرة الوشايات عليه او كما يقول ابن ابى الحديد «لاستعظام امره و امتلاء صدره و عينيه به حين قدم العراق» ، صادر املاكه و اعتقله بفارس.

لا تسل عن هذا الشاب، و هو في شرخ الشباب متوقد الذكاء:

ما ذا ثرت عليه قضية القلعة بفارس!و لأي درجة كانت تقلقه!و كيف كان يصابر تلك المحنة التي لا يستطيع أن يشكو الحزن الذي لحقه لأجلها خشية عضد الدولة!و إذا قرأت ما نظمه في تلك الفترة تجد الروعة و الرهبة، و تجد الدموع الجارية تترقرق بين كلماته، و ليس فيها من أمر عضد الدولة إلا الكناية و الرمز، حتى لقد كان يتقي أن يفصح بموته، و لا يعبّر لأبيه إلا بمثل قوله: «إن ذا الطود بعد بعدك ساخا» . و لكن اندفاعاته الحماسية الملتهبة ظهرت جلية ناصعة فيما نظمه عند الإفراج عن أبيه و في استقباله و عند عودته الى بغداد، و لعلما كان أدنى توجع له في ذلك الشأن قوله في إحدى ما نظمه يومئذ:

لو شاب طرف شاب اسود ناظري # من طول ما أنا في الحوادث ناظر

أو أن هذي الشمس تصبغ لمّة # صبغت شواتي طول ما انا حاسر

أو كان يأنس بالانيس أوابد # يوما لزمّ لي النعام النافر

قد أكدت الأرض الخصبة على الشريف، و أظلمت بعينيه الطريتين آفاقها المضيئة و ضاقت الأجواء الواسعة. و لكن من ذا يمونه، و ما ذا

اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي    الجزء : 0  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست