اسم الکتاب : تعريب موسوعة عاشوراء المؤلف : خليل زامل العصامي الجزء : 1 صفحة : 53
انّها تسمى أيضا بزينب الصغرى. شهدت طوال حياتها استشهاد عترة الرسول. و في عام 61 للهجرة سارت في ركب الحسين إلى كربلاء. و بعد استشهادهم في كربلاء اخذت مع السبايا فكانت تثني في خطبها و احاديثها على عترة الرسول و تفضح ظلم الحكام. و من جملة ذلك ان قافلة السبايا حينما دخلت الكوفة أمرت أمّ كلثوم الناس بالاصغاء. و لما هدأت الاصوات بدأت حديثها بتوبيخ أهل الكوفة لتخاذلهم عن نصرة الحسين و تلطيخ أيديهم بدمه، و بدأت خطبتها بالقول:
«يا أهل الكوفة سوأة لكم، ما لكم خذلتم حسينا و قتلتموه و انتهبتم أمواله و ورثتموه و سبيتم نساءه و نكبتموه، فتبا لكم و سحقا! ويلكم أ تدرون أي دواه دهتكم ...» [1] فارتفع صوت البكاء، و خشمت النساء الوجوه و نتفت الشعور.
و في الشام أيضا دعت شمرا و طلبت منه ادخالهن المدينة من الباب الاقل ازدحاما بالناس، و ان يجعل رءوس الشهداء بعيدا عن السبايا حتّى ينشغل الناس بالنظر إليها و لا ينظرون إلى وجوه بنات الرسالة، إلّا انّ الشمر عمل خلافا لطلبها، و ادخل السبايا إلى مدينة دمشق من باب الساعات [2].
و عند وجودها في الشام لم تتوان عن كشف الحقائق و ازاحة الستار عن جرائم الأمويين، و بعد الرجوع إلى المدينة كانت أمّ كلثوم ممّن يصف للناس وقائع ذلك السفر المروّع. و الشعر المعروف:
مدينة جدّنا لا تقبلينا * * * فبالحسرات و الاحزان جئنا
و الذي قرىء عند دخول المدينة هو لأمّ كلثوم [3]، هناك من يعتقد انّ أمّ كلثوم بنت فاطمة (عليها السلام) قد توفيت في زمن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، اما هذه السيّدة التي ورد ذكرها في واقعة كربلاء فهي من زوجة اخرى لامير المؤمنين.