اسم الکتاب : تعريب موسوعة عاشوراء المؤلف : خليل زامل العصامي الجزء : 1 صفحة : 218
زيارته على الدوام مقرونة بالمصاعب و الموانع و الخوف. إلّا ان شوق زيارة كربلاء ينمو منذ البداية في قلوب الشيعة الداعين إلى الحقّ و الاحرار المنادين بالفضيلة.
(1) و كانوا محبّو سيّد الشهداء على استعداد لبذل النفس و المال و تقديم الأيدي و الأرجل، و بقي طريق كربلاء المغلق حسرة على الدوام في نفوس الشيعة، سواء في عصر الامويين و العباسيين أم في عهد الحكومة البعثية في التاريخ المعاصر، و ظل امل فتح طريق كربلاء مشعلا ينير قلوب عشاق الحسين، و تحملوا مرارة الهجران في سبيل هذا الامل. فزائر الحسين عاشق متفان، و زيارة كربلاء عبادة ربّانية و ملكوتية.
قال الإمام الصادق (عليه السلام): «إذا اردت الحسين فزره و أنت حزين مكروب شعثا غبرا جائعا عطشانا» [1].
و ورد في حديث آخر تكملة لهذا الحديث و هي: لأن الحسين (عليه السلام) مات على هذا الحال [2].
المحبة هي التي تجذب الزائر للمسير إلى مرقد الحسين (عليه السلام) مشيا على الاقدام، و تجعله يشتري الخوف و الخطر و مشقّة الطريق بنفسه، فزيارة سيّد الشهداء لها ثواب جزيل. و قد اكد عليها الائمة. قال الصادق (عليه السلام): «من خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين بن علي (عليه السلام) ان كان ماشيا كتبت له بكل خطوة حسنة و محا عنه سيّئة ...» [3].
كان أحد الشيعة يزور الحسين في كلّ شهر و بشكل مستمر، و لكن العجز