responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 62

المكارم و محاسن اخلاق العالم، ليله و نهاره، و لقد اتبعته اتباع الفصيل إثر أمّه، يرفع لي في كل يوم من اخلاقه علما، و يأمرني بالاقتداء به، و لقد كان يجاور في كل سنة بحراء، فأراه و لا يراه غيري و لم يجمع بيت واحد يومئذ بالاسلام غير رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و خديجة و انا ثالثهما، أرى نور الوحي و الرسالة و أشمّ ريح النبوة ...» [1].

(1) و قد روى ابن شهرآشوب و القطب الراوندي و جمع آخر انّه:

«ذكرت حليمة بنت أبي ذؤيب عبد اللّه بن الحرث من مضر، زوجة الحرث بن عبد العزى المضري، انّ البوادي اجدبت، و حملنا الجهد على دخول البلد، فخرجت على أتان‌ [2] لي قمراء، معنا شارف‌ [3] لنا و اللّه ما تبض‌ [4] بقطرة و ما ننام ليلنا أجمع من صبيّنا الذي معنا من بكائه من الجوع ما في الثدي ما يغنيه، و ما في شارفنا يغذيه، حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء فما منّا امرأة الا و قد عرض عليها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فتأباه و ذلك انا، إنمّا كنّا نرجوا المعروف من أبي الصبي، فاذا برجل ينادي ايتها المرتضعات هل منكن من لم تأخذ طفلا؟ فقلت من هو هذا؟ قيل: عبد المطلب بن هاشم سيد مكة، فذهبت إليه، فقال لي: من أنت؟ قلت حليمة من بني سعد فتبسم و قال: بخ بخ خصلتان جيدتان سعد و حلم فيهما عزّ الدهر و عزّ الابد، ثم قال يا هذه عندي بني لي يتيم اسمه محمد و أبين المرضعات أخذه، لانه يتيم، و إنمّا يكرم الظئر الوالد فحملته لأنّي لم أجد غيره و ذهبت الى بيت آمنة فلما وضعته في حضني فتح عينه لينظر بهما إليّ فسطع منهما نور فشرب من ثدي الايمن ساعة و لم يرغب في الايسر اصلا و استعمل في رضاعه عدلا، فناصف فيه شريكه فاقبل ثدياي باللبن، و قام زوجي الى شارفنا تلك يلمسها بيده، فاذا هي حافل فحلبها و أرواني من لبنها و روى الغلمان، فقال:

(2) يا حليمة لقد اصبنا سمة مباركة فحملته على الاتان و كانت قد ضعفت عند قدومي مكة


[1] نهج البلاغة، الخطبة رقم 192، المعروفة بالقاصعة

[2] اتان: أنثى الحمار.

[3] الشارف: الناقة التي قد أسنت/ لسان العرب (ف).

[4] تبض: تدر أو تسيل/ تبض الناقة أي تدر اللبن/ لسان العرب (ض).

اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست