اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم الجزء : 1 صفحة : 63
فجعلت تبادر سائر الحمر اسراعا و قوة و نشاطا، و استقبلت الكعبة و سجدت لها ثلاث مرات، و قالت: برئت من مرضي و سلمت من غثّي و عليّ سيد المرسلين و خاتم النبيين و خير الاولين و الآخرين، فكان الناس يتعجبون منها و من سمني و برئي و درّ لبني.
(1) فلمّا انتهينا الى غار خرج رجل يتلألأ نوره الى عنان السماء و سلّم عليه و قال: انّ اللّه تعالى وكّلني برعايته، و قابلنا ظباء و قلن: يا حليمة لا تعرفين من تربين هو أطيب الأطيبين و أطهر الاطهرين، و ما علونا قلعة و لا هبطنا واديا الّا سلّموا عليه فعرفت البركة و الزيادة في معاشنا و رياشنا حتى اثرينا و كثرت مواشينا و اموالنا و لم يحدث في ثيابه و لم تبد عورته و لم يحتج في اليوم الّا مرّة و كنت ارى شابا على فراشه يعدل له ثيابه، فربيته خمس سنين و يومين.
(2) فقال لي يوما: أين يذهب اخواني كل يوم؟ قلت: يرعون غنما، فقال: انّني اليوم أرافقهم فلمّا ذهب معهم أخذه ملائكة و علوّه على قلّة جبل و قاموا بغسله و تنظيفه فأتاني ابني و قال:
ادركي محمدا فانه قد سلب، فأتيته فاذا هو بنور يسطع في السماء فقبلته، فقلت: ما أصابك؟
قال: لا تحزني انّ اللّه معنا، فانتشر منه فوح مسك أذفر، فرآه كاهن و صاح و قال: هذا الذي يقهر الملوك و يفرّق العرب».
و روي عن ابن عباس انّه قال: كان يقرب الى الصبيان يصبحهم فيختلسون و يكفّ و يصبح الصبيان غمصا رمصا [1] و يصبح صقيلا دهينا [2].
(3) و نادى شيخ على الكعبة يا عبد المطّلب انّ حليمة امرأة عربية و قد فقدت ابنها اسمه محمد، فغضب عبد المطّلب و كان اذا غضب خاف الناس منه، فنادى يا بني هاشم، يا بني غالب اركبوا فقد محمد، و حلف ان لا أنزل حتى اجد محمدا أو أقتل ألف اعرابي و مائة قرشيّ و كان يطوف حول الكعبة و ينشد اشعارا منها:
[1] غمصا رمصا: الغمص هو شيء ترمى به العين مثل الزبد يجمد و يكون في ناحية العين و الرمص الذي يكون في أصول الهدب/ لسان العرب (ص).
[2] صقيلا دهينا: الصقل هو الجلاء و الصقيل: جلاه؛ دهينا: أي كأنه مطلي بالدهن/ لسان العرب (ل).
اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم الجزء : 1 صفحة : 63