فتقع الاصنام على وجوهها الى الارض الا بعض الاصنام الكبيرة كانت على سطح الكعبة فأمر (صلّى اللّه عليه و آله) عليّا أن يضع قدميه على منكبيه و يصعد الى السطح و يلقي الاصنام منه الى الارض، فصعد عليه السّلام و القى بالاصنام الى الارض و نزل هو من الميزاب تأدبا للنبي (صلّى اللّه عليه و آله) فلمّا وصل الى الارض تبسّم فسأله النبي (صلّى اللّه عليه و آله) عن السبب فقال: ألقيت نفسي من مكان رفيع و لم يصبني شيء فقال (صلّى اللّه عليه و آله): كيف يصيبك أذى و قد حملك محمد و أنزلك جبرائيل.
(1) ثم أخذ (صلّى اللّه عليه و آله) مفاتيح الكعبة ففتح بابها و أمر أن تمحى صور الملائكة و الأنبياء المرسومة في جوف البيت ثم أخذ بعضادتي الباب و هلّل التهليلات المعروفة و خاطب أهل مكّة فقال: ما ذا تقولون؟ و ما ذا تظنّون؟ قالوا: نقول خيرا و نظنّ خيرا، أخ كريم و ابن أخ كريم و قد قدرت.
فرقّ (صلّى اللّه عليه و آله) قلبه و ظهرت دمعته، فلمّا رأى أهل مكة ذلك أخذوا بالبكاء و النحيب، فقال (صلّى اللّه عليه و آله): اني أقول كما قال أخي يوسف: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَ هُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ[3].
(2) ثم ذكر لهم جناياتهم و معاداتهم له و ايذاءهم له و قال:
الا لبئس جيران النبي كنتم، لقد كذّبتم و طردتم، و أخرجتم و فللتم، ثم ما رضيتم حتى جئتموني في بلادي تقاتلوني، فاذهبوا فأنتم الطلقاء» [4].
(3) ثم دخل وقت الظهر، فأمر بلالا فصعد على الكعبة و أذّن و كان جمع من المشركين في البيت و جمع آخر على الجبال، فلمّا سمعوا الاذان، بدأ بعض منهم بالكلام البذيء الفاحش، منهم