responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 172

(1) ثم أمر (صلّى اللّه عليه و آله) أن يجعل أبو سفيان في مضيق كي يرى جيش الاسلام عند عبوره، فوضع هناك و كان ينظر الى أفواج الجند من أمامه ثم ظهرت الكتيبة التي كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فيها، و هم خمسة آلاف رجل من ابطال المهاجرين و الانصار مدججين بالسلاح و الحديد لابسين الدروع الداوديّة، قاعدين على الجياد و الابل الحمراء.

فقال أبو سفيان: يا عباس لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما، قال: ويحك انها النبوة.

(2) ثم خرج أبو سفيان و ذهب مسرعا الى مكة، فرأته قريش من بعيد و رأت الغبار خلفه و لم يعلموا وصول النبي بعد، فصاح بهم أبو سفيان: ويل لكم هذا محمد في جيش كالبحر الموّاج و اعلموا انّ من دخل بيتي كان آمنا و من ألقى سلاحه فهو آمن و من دخل البيت الحرام كان آمنا، قالت قريش: قبّحك اللّه، ما هذا الخبر الذي أتيت به؟ و أخذت هند تجر لحية أبي سفيان و تقول: اقتلوا هذا الشيخ الاحمق لئلا يتكلم بهذا الكلام.

(3) و اجتمع جند الاسلام فوجا بعد فوج في ذي طوى، ثم لحقهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فاجتمع المسلمون حوله، فتذكر (صلّى اللّه عليه و آله) بعد ما رأى كثرة المسلمين و فتح مكة ايّام غربته و وحدته و وحدته حينما خرج منها، فوضع جبينه الطاهر على المحمل و سجد للّه شكرا، لانّه لما خرج من مكة و هاجر منها الى المدينة التفت نحوها و قال: «اللّه يعلم انّني أحبك و لو لا أنّ أهلك أخرجوني عنك لما آثرت عليك بلدا، و لا ابتغيت عليك بدلا و انّي لمغتمّ على مفارقتك» [1].

ثم نزل (صلّى اللّه عليه و آله) الحجون (بفتح الحاء و ضمّ الجيم و هو موضع من مكّة فيه قبر خديجة رضي اللّه عنها) و دخل خيمته فاغتسل و خرج شاكي السلاح راكبا على راحلته قارئا سورة الفتح، حتى وصل الى البيت الحرام فاستلم الحجر الاسود بمحجنه‌ [2]، فكبّر و كبّر المسلمون معه، بحيث دوّى صداه في جميع جبال مكة و ديانها.

(4) ثم نزل (صلّى اللّه عليه و آله) من على ناقته و توجّه الى كسر الاصنام التي كانت حول الكعبة، فكان يشير


[1] البحار، ج 21، ص 122

[2] المحجن: عصا معقفه الرأس كالصولجان، لسان العرب‌

اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 172
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست