اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم الجزء : 1 صفحة : 174
عكرمة بن ابي جهل قال: اكره أن أسمع صوت ابن رياح ينهق على الكعبة، و قال خالد بن أسيد: الحمد للّه الذي أكرم أبا عتاب من هذا اليوم أن يرى ابن رياح قائما على الكعبة، و قال أبو سفيان: أمّا انا فلا أقول شيئا و اللّه لو نطقت لظننت أنّ هذه الجدر تخبر به محمدا.
(1) فابلغ جبرئيل عليه السّلام ذلك الى النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فأحضرهم و قال لكل مقالته فأسلم بعض منهم، ثم جاء رجال قريش للبيعة و فيهم أبو قحافة و كان آنذاك كهلا و اعمى، و نزلت سورة إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ[1].
ثم كانت بيعة النساء، فوضع (صلّى اللّه عليه و آله) يده في طست من الماء فقال لكل من تريد بيعته، أن تضع يدها فيه لانّه لا يصافح النساء، و قيل انّ أمية أخت خديجة أخذت البيعة من النساء للنبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) فنزلت هذه الآية:
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَ لا يَسْرِقْنَ وَ لا يَزْنِينَ وَ لا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَ لا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَ أَرْجُلِهِنَّ وَ لا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبايِعْهُنَّ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ[2].
(2) فقامت أمّ حكيم بنت الحارث بن هشام [3]، و زوجة عكرمة بن أبي جهل و قالت: يا رسول اللّه ما هذا المعروف الذي أمرنا اللّه أن لا نعصينّك فيه؟ فقال: الّا تخمشن وجها و لا تلطمن خدا، و لا تنتفن شعرا، و لا تمزقن جيبا، و لا تسودن ثوبا و لا تدعونّ بالويل و الثبور، عند قبر، فبايعهنّ (صلّى اللّه عليه و آله) على هذه الشروط.
(3)
«غزوة حنين»
أسلمت أكثر قبائل العرب بعد فتح مكة لكن قبيلتي هوازن و ثقيف- و فيهما رجال أبطال- تكبرت و أبت أن تسلم، و تعاهدوا على قتال النبي (صلّى اللّه عليه و آله).