responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحقيق الحلقة الثانية المؤلف : الحائري، السيد علي أكبر    الجزء : 1  صفحة : 85

المعنى الحرفيّ عن المعنى الاسميّ في امور، منها: أنّ المعنى الحرفيّ باعتباره نسبةً و كلّ نسبة متقوّمة بطرفيها، فلا يمكن أن يلحظ دائماً إلّا ضمن لحاظ طرفي النسبة، و أمّا المعنى الاسميّ فيمكن أن يلحظ بصورة مستقلّة.

و قد ذهب المحقّق النائينيّ (رحمه الله) إلى التفرقة بين المعاني الاسميّة و المعاني الحرفيّة بأنّ الاولى إخطاريّة، و الثانية إيجاديّة. و المستفاد من ظاهر كلمات مقرّري بحثه‌ [1] أنّ مراده بكون المعنى الاسميّ إخطاريّاً: أنّ الاسم يدلّ على معنىً ثابت في ذهن المتكلّم في المرتبة السابقة على الكلام، و ليس دور الاسم إلّا التعبير عن ذلك المعنى. و مراده بكون المعنى الحرفيّ إيجاديّاً: أنّ الحرف أداة للربط بين مفردات الكلام، فمدلوله هو نفس الربط الواقع في مرحلة الكلام بين مفرداته، و لا يعبّر عن معنىً أسبق رتبةً من هذه المرحلة، و من هنا يكون الحرف موجداً لمعناه، لأنّ معناه ليس إلّا الربط الكلاميّ الذي يحصل به.

و هذا المعنى من الإيجاديّة للحرف واضح البطلان، لأنّ الحرف و إن كان يوجد الربط في مرحلة الكلام و لكنّه إنّما يوجد ذلك بسبب دلالته على معنى، أي على الجانب النسبيّ و الربطيّ في الصورة الذهنية، و نسبته إلى الربط القائم في الصورة الذهنيّة على حدّ ربط الاسم بالمعاني الاسميّة [2] الداخلة في تلك الصورة، فلا تصحّ التفرقة بين‌

----------


[1] كما ورد في (أجود التقريرات) الجزء الأوّل/ الصفحة 0. و في (فوائد الاصول) الجزء الأوّل/ الصفحة و ما بعدها.

[2] الأولى في العبارة أن يقال: على حدّ نسبة الاسم إلى المعاني الاسميّة. و المعنى: أنّ نفس الدور الذي يقوم به الاسم تجاه المعاني الاسميّة الداخلة في الصّورة الذهنيّة يقوم به الحرف أيضا تجاه الربط القائم في الصورة الذهنيّة إذا فنسبة الحرف إلى معناه على حدّ نسبة الاسم إلى معناه.

اسم الکتاب : تحقيق الحلقة الثانية المؤلف : الحائري، السيد علي أكبر    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست