responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحقيق الحلقة الثانية المؤلف : الحائري، السيد علي أكبر    الجزء : 1  صفحة : 362

النحو الأوّل: الإعداد الشخصيّ، أي الإعداد من قبل شخص المتكلّم. و هذا الإعداد قد يفهم بعبارة صريحة، كما إذا قال في أحد كلاميه: أقصد بكلامي السابق كذا. و قد يفهم بظهور الكلام في كونه ناظراً إلى مفاد الكلام الآخر [1] و إن لم تكن العبارة صريحةً في ذلك.

و النظر تارةً يكون بلسان التصرّف في موضوع القضيّة التي تكفّلها الكلام الآخر، و اخرى بلسان التصرّف في محمولها.

و مثال الأوّل أن يقول: (الربا حرام)، ثمّ يقول: (لا ربا بين الوالد و ولده)، فإنّ الكلام الثاني ناظر إلى مدلول الكلام الأوّل بلسان التصرّف في موضوع الحرمة، إذ ينفي انطباقه على الربا بين الوالد و ولده، و ليس المقصود نفيه حقيقةً، و إنّما هو مجرّد لسان و ادّعاء للتنبيه على أنّ الكلام الثاني ناظر إلى مفاد الكلام الأوّل ليكون قرينةً على تحديد مدلوله.

و مثال الثاني أن يقول: (لا ضرر في الإسلام)، أي لا حكم يؤدّي إلى الضرر، فإنّ هذا ناظر إجمالًا إلى الأحكام الثابتة في الشريعة و ينفي وجودها في حالة الضرر، فيكون قرينةً على أنّ المراد بأدلّة سائر الأحكام تشريعها في غير حالة الضرر.

و كلّ دليل ثبت إعداده الشخصيّ للقرينيّة على مفاد الآخر بسوقه مساق التفسير صريحاً، أو بظهوره في النظر إلى الموضوع أو المحمول‌


[1] بمعنى أنّ كلامه ظاهر مباشرة في النظر إلى مفاد الكلام الآخر، بدون حاجة إلى التمسّك بظهور حال المتكلّم في أنّه يجري وفق الموازين العرفيّة العامّة للمحاورة، و لهذا سمّي ذلك ب (الإعداد الشخصيّ) في مقابل (الإعداد النوعيّ) الذي يتمسّك فيه بظهور حال المتكلّم في أنّه يجري وفق الموازين العرفيّة العامّة للمحاورة، كما سيأتي في المتن.

اسم الکتاب : تحقيق الحلقة الثانية المؤلف : الحائري، السيد علي أكبر    الجزء : 1  صفحة : 362
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست