responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحقيق الحلقة الثانية المؤلف : الحائري، السيد علي أكبر    الجزء : 1  صفحة : 150

القيمة الاحتماليّة للمفردات في التواتر، لأنّ نسبة وقوع الخطأ في الحدسيّات أكبر من نسبة وقوعه في الحسّيّات.

الثانية: أنّ الخطأ المحتمل في مفردات الإجماع لا يتعيّن أن يكون ذا مركز واحد، بينما يكون الخطأ في الأخبار الحسّية منصبّاً على مركز واحد عادةً [1]. فحينما يفتي فقهاء عديدون بوجوب غسل الشعر في غسل الجنابة و يكونون على خطا مثلًا قد يكون خطأ أحدِهم ناشئاً من اعتماده على رواية غير تامّة السند، و خطأُ الآخر ناشئاً من اعتماده على رواية غير تامّة الدلالة، و خطأُ الثالث ناشئاً من اعتماده على أصالة الاحتياط، و هكذا. و كلّما كان المركز المحتمل للأخطاء المتعدّدة واحداً أو متقارباً كان احتمال تراكم الأخطاء عليه أضعف، و العكس صحيح.

الثالثة: أنّ احتمال تأثير الخبر الأوّل في الخبر الثاني موجود في مجال الأخبار الحدسيّة، و غير موجود عادةً في مجال الأخبار الحسّيّة، و هذا يعني أنّ احتمال الخطأ في الخبر الأوّل يتضمّن في مجال الحدسيّات احتمالًا للخطإ في الخبر الثاني، بينما هو في مجال الحسّيّات حِياديّ تجاه كون الثاني مخطئاً أو مصيباً [2].


[1] سيأتي توضيح ذلك في التّعليق على النقطة الخامسة إن شاء الله تعالى.

[2] توضيح ذلك: إنّ إخبار كلّ مخبر في مجال الأخبار الحسّيّة معتمد عادة على إحساسه الخاصّ، و ليس خطأ كلّ واحد منهم عاملًا مساعداً على خطأ الآخر، و لا عاملًا رادعاً عن خطأ الآخر، و هذا يعني أنّه على تقدير خطأ أحدهما سوف لا تختلف درجة احتمال خطأ الآخر زيادة و نقصاناً، فإذا كانت قيمة احتمال خطأ الأوّل 0% و قيمة احتمال خطأ الثاني 0% أيضا فاحتمال خطأ الثاني على تقدير خطأ الأوّل يظلّ على حاله بدرجة 0% و تسمّى الاحتمالات في مثل ذلك بالاحتمالات المطلقة و في مثل ذلك لو أردنا التعرّف على قيمة احتمال خطئهما معاً كان علينا أن نضرب قيمة احتمال خطأ كلّ منهما في قيمة احتمال خطأ الآخر، و النتيجة في المثال المذكور تساوي‌%. و أمّا في مجال الأخبار الحدسيّة فإنّ خطأ بعض المخبرين يشكّل عاملا مساعداً لخطأ البعض الآخر، فمثلًا إذا أخطأ الشيخ الطوسي (رحمه الله) في مسألة معيّنة من حيث الفتوى كان ذلك عاملًا مساعداً لخطأ من بعده من العلماء في تلك المسألة، فإذا كانت قيمة احتمال خطأ الشّيخ الطوسي (رحمه الله) في نفسه 0% و قيمة احتمال خطأ المجتهد الآخر في نفسه 0% أيضا، فاحتمال خطأ المجتهد الآخر على تقدير خطأ الشيخ الطوسي (رحمه الله) سوف يبلغ 0% مثلا، و هذا معنى قوله: «إنّ احتمال الخطأ في الخبر الاوّل يتضمّن في مجال الحدسيّات احتمالًا للخطإ في الخبر الثاني» و تسمّى الاحتمالات في مثل ذلك بالاحتمالات المشروطة و في مثل ذلك لا يصحّ ضرب 0% في 0% لمعرفة قيمة احتمال خطئهما معاً، بل لا بدّ من ضرب 0% التي هي قيمة احتمال خطأ الشّيخ الطوسي في 0% مثلًا التي هي قيمة احتمال خطأ الآخر على تقدير خطأ الشّيخ الطوسي (رحمه الله) و النتيجة تساوي 0% أي أكثر من نتيجة الضرب في مجال الأخبار الحسّيّة بخمس عشرة درجة مئويّة. و بهذا يظهر أنّ احتمال خطأ الجميع في مجال الأخبار الحسّيّة أسرع إلى الهبوط منه في مجال الأخبار الحدسيّة.

اسم الکتاب : تحقيق الحلقة الثانية المؤلف : الحائري، السيد علي أكبر    الجزء : 1  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست