هذا الاحتمال ضئيلًا جدّاً، و يزداد ضئالةً كلّما ازداد المخبِرون حتّى يزول عمليّاً [1]، بل واقعيّاً، لضآلته و عدم إمكان احتفاظ الذهن البشريّ بالاحتمالات الضئيلة جدّاً [2]. و يسمّى حينئذ ذلك العدد من الإخبارات التي يزول معها هذا الاحتمال عمليّاً أو واقعيّاً بالتواتر، و يسمّى الخبر بالخبر المتواتر.
و لا توجد هناك درجة معيّنة للعدد الذي يحصل به ذلك، لأنّ هذا يتأثّر إلى جانب الكمّ بنوعيّة المخبِرِين، و مدى وثاقتهم و نباهتهم، و سائر العوامل الدخيلة في تكوين الاحتمال.
و بهذا يظهر أنّ الإحراز في الخبر المتواتر يقوم على أساس حساب الاحتمالات.
و التواتر: تارةً يكون لفظيّاً، و اخرى معنويّاً، و ثالثةً إجماليّاً، و ذلك أنّ المحور المشترك لكلّ الإخبارات: إن كان لفظاً محدّداً فهذا من