على ان المراتب النازلة اذا كانت وافية بالغرض المطلوب من صلاة المختار، كشف ذلك انا عن تحقق عنوان وحدانى تشترك فيه جميع الصلوات هو المسمى بالصلاة.
و بهذا يستدل على ان الصلاة اسم للجامع الوحدانى، فان الاثر الواحد لا ينبعث و لا ينشا إلّا من مؤثر واحد، ببرهان السنخية بين العلة و المعلول، و ان الواحد لا يصدر إلّا من الواحد.
فلما كانت الصلاة قربان كل تقى، و كان هذا الاثر بسيطا دل ذلك على بساطة المؤثر فيه.
و الحاصل ان قوله (عليه السلام): الصلاة قربان كل تقى [1] قضية حملية حمل فيها الاثر الواحد البسيط على الصلاة، فلو لا ان الصلاة، حقيقة فى ذلك المعنى الجامع البسيط المؤثر فى هذا الاثر، لما صح مثل هذا الاطلاق، و الاستعمال الغير المبنى على رعاية علاقة و اعمال عناية.
و ايضا لو فرض ان زيدا كان يصلى بصلاة الاشارة، و عمروا يصلى بصلاة المضطجع، و بكرا يصلى بصلاة المختار و هكذا، فانه يصح فى هذا الفرض ان يقال زيد و عمرو و بكر مشتغلون بالصلاة، من غير تجوز فلو لا ان الصلاة اسم للمعنى الجامع للزم الاستعمال فى اكثر من معنى واحد و هو محال.
و ايضا انا نجد استعمالات الصلاة فى الموارد المختلفة كلها، بدالين يدل احدهما على اصل المعنى و الآخر يدل على الخصوصية، فلو لا ان الصلاة اسم للمعنى الجامع، لكانت الدلالة على الخصوصية و ذيها من حاق اللفظ، مع انه ليس كذلك، أ لا ترى انك لو قلت زيد