اللهم إلّا ان يستشهد لذلك بما ستسمعه من دليل القول باعتبار حال التلبس فانه ان تم يصلح ان يكون شاهد الارتكاب مثل هذه التمحلات إلّا ان الشأن فى تماميته و ستعرفه فى محله إن شاء الله تعالى.
«فى انقسام المشتقات باعتبار مباديها»
و منها ان المشتقات تنقسم باعتبار مباديها الى قسمين آنية و استمرارية، فمن الآنيات نحو القاتل و السارق و الزانى، و من الاستمراريات نحو العالم و الفاسق، و من هذا القبيل كلمة المثمرة فى عبارات الفقهاء يكره البول تحت الشجرة المثمرة، و يختلف حال الكلام المتضمن لكل واحد من القسمين فانه اذا تضمن المشتق الآني لم يكن لهيئة الكلام دلالة على مقارنة بين النسبة الحكمية و زمان الجرى ان لم يكن له دلالة على عدم التقارن، لجريان عادة المحاورة غالبا على تعليق الحكم على مثل تلك الصفات الآنية بعد مضى زمان جريها مثل قوله تعالى: الزَّانِيَةُ وَ الزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ[1] و قوله تبارك و تعالى: السَّارِقُ وَ السَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما.[2].
و ان تضمن المشتق الاستمرارى افاد التقارن بين زمانى النسبة الحكمية و الجرى، لكونه المتبادر من مثل ذلك، نحو اكرم العالم فانه يتبادر منه مقارنة الاكرام لزمان التلبس بالعلم، و كذلك فى اهن الفاسق.