اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير الجزء : 3 صفحة : 605
ذكر فتح بيسان و وقعه اجنادين
و لما توجه علقمه الى غزه و توجه معاويه الى قيساريه، صمد عمرو بن العاص الى الارطبون، و مر بازائه، و خرج معه شرحبيل بن حسنه على مقدمته، و استخلف على عمل الأردن أبا الأعور، و ولى عمرو بن العاص مجنبتيه عبد الله بن عمرو و جناده بن تميم المالكى، مالك بن كنانه، فخرج حتى ينزل على الروم باجنادين، و الروم في حصونهم و خنادقهم و عليهم الارطبون.
و كان الارطبون ادهى الروم و أبعدها غورا، و انكاها فعلا، و قد كان وضع بالرملة جندا عظيما، و بايلياء جندا عظيما، و كتب عمرو الى عمر بالخبر، فلما جاءه كتاب عمرو، قال: قد رمينا ارطبون الروم بارطبون العرب، فانظروا عم تتفرج! و جعل عمر (رحمه الله) من لدن وجه أمراء الشام يمد كل امير جند و يرميه بالامداد، حتى إذا أتاه كتاب عمرو بتفريق الروم، كتب الى يزيد ان يبعث معاويه في خيله الى قيساريه، و كتب الى معاويه بامرته على قتال اهل قيساريه، و ليشغلهم عن عمرو، و كان عمرو قد استعمل علقمه ابن حكيم الفراسى و مسروق بن فلان العكي على قتال اهل إيلياء، فصاروا بإزاء اهل إيلياء، فشغلوهم عن عمرو، و بعث أبا أيوب المالكى الى الرملة، و عليها التذارق، و كان بازائهما، و لما تتابعت الامداد على عمرو، بعث محمد بن عمرو مددا لعلقمه و مسروق، و بعث عماره بن عمرو بن اميه الضمرى مددا لأبي أيوب، و اقام عمرو على اجنادين لا يقدر من الارطبون على سقطه، و لا تشفيه الرسل، فوليه بنفسه، فدخل عليه كأنه رسول، فابلغه ما يريد، و سمع كلامه، و تامل حصونه حتى عرف ما اراد و قال ارطبون في نفسه: و الله ان هذا لعمرو، او انه للذي يأخذ عمرو برايه، و ما كنت لأصيب القوم بأمر اعظم عليهم من قتله ثم دعا حرسيا فساره بقتله، فقال: اخرج فقم مكان كذا و كذا، فإذا مر بك فاقتله، و فطن له عمرو، فقال: قد سمعت منى و سمعت منك، فاما ما قلته فقد وقع منى
اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير الجزء : 3 صفحة : 605