responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 3  صفحة : 604

و بيسان و غزه، و كتبوا الى عمر بتفرقهم، فكتب الى يزيد بان يدفئ ظهورهم بالرجال، و ان يسرح معاويه الى قيساريه و كتب الى عمرو يأمره بصدم الارطبون، و الى علقمه بصدم الفيقار.

و كان كتاب عمر الى معاويه: اما بعد، فانى قد وليتك قيساريه، فسر إليها و استنصر الله عليهم، و اكثر من قول: لا حول و لا قوه الا بالله، الله ربنا وثقتنا و رجاؤنا و مولانا، نِعْمَ الْمَوْلى‌ وَ نِعْمَ النَّصِيرُ فانتهى الرجلان الى ما امرا به، و سار معاويه في جنده حتى نزل على اهل قيساريه و عليهم ابنى، فهزمه و حصره في قيساريه ثم انهم جعلوا يزاحفونه، و جعلوا لا يزاحفونه من مره الا هزمهم و ردهم الى حصنهم ثم زاحفوه آخر ذلك، و خرجوا من صياصيهم، فاقتتلوا في حفيظه و استماته، فبلغت قتلاهم في المعركة ثمانين ألفا، و كملها في هزيمتهم مائه الف، و بعث بالفتح مع رجلين من بنى الضبيب، ثم خاف منهما الضعف، فبعث عبد الله بن علقمه الفراسى و زهير بن الحلاب الخثعمى، و امرهما ان يتبعاهما و يسبقاهما، فلحقاهما، فطوياهما و هما نائمان.

و ابن علقمه يتمثل و هي هجيراه:

ارق عيني اخوا جذام* * * كيف انام و هما امامى!

إذ يرحلان و الهجير طامي* * * أخو حشيم و أخو حرام‌

و انطلق علقمه بن مجزز، فحصر الفيقار بغزه، و جعل يراسله، فلم يشفه مما يريد احد، فأتاه كأنه رسول علقمه، فامر الفيقار رجلا ان يقعد له بالطريق، فإذا مر قتله، ففطن علقمه، فقال: ان معى نفرا شركائى في الرأي، فانطلق فاتيك بهم، فبعث الى ذلك الرجل: لا تعرض له.

فخرج من عنده و لم يعد، و فعل كما فعل عمرو بالارطبون، و انتهى بريد معاويه الى عمر بالخبر، فجمع الناس و اباتهم على الفرح ليلا، فحمد الله و قال: لتحمدوا الله على فتح قيساريه، و جعل معاويه قبل الفتح و بعده يحبس الأسرى عنده، و يقول: ما صنع ميخائيل باسرانا صنعنا باسراهم مثله، ففطمه عن العبث باسرى المسلمين حتى افتتحها

اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 3  صفحة : 604
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست