responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 3  صفحة : 606

موقعا، و انا واحد من عشره، بعثنا عمر بن الخطاب مع هذا الوالي لنكانفه و يشهدنا أموره، فارجع فاتيك بهم الان، فان رأوا في الذى عرضت مثل الذى ارى، فقد رآه اهل العسكر و الأمير، و ان لم يروه رددتهم الى مأمنهم، و كنت على راس امرك فقال: نعم، و دعا رجلا فساره، و قال: اذهب الى فلان فرده الى، فرجع اليه الرجل و قال لعمرو: انطلق فجي‌ء باصحابك، فخرج عمرو و راى الا يعود لمثلها، و علم الرومي بانه قد خدعه، فقال:

خدعني الرجل، هذا ادهى الخلق فبلغت عمر، فقال: غلبه عمرو، لله عمرو! و ناهده عمرو، و قد عرف ماخذه و عاقبته، و التقوا و لم يجد من ذلك بدا فالتقوا باجنادين، فاقتتلوا قتالا شديدا كقتال اليرموك، حتى كثرت القتلى بينهم.

ثم ان ارطبون انهزم في الناس فاوى الى إيلياء، و نزل عمرو اجنادين.

و لما اتى ارطبون إيلياء افرج له المسلمون حتى دخلها، ثم ازالهم الى اجنادين، فانضم علقمه و مسروق و محمد بن عمرو و ابو أيوب الى عمرو باجنادين، و كتب ارطبون الى عمرو بانك صديقي و نظيري، أنت في قومك مثلي في قومى، و الله لا تفتتح من فلسطين شيئا بعد اجنادين، فارجع و لا تغر فتلقى ما لقى الذين قبلك من الهزيمة فدعا عمرو رجلا يتكلم بالرومية، فأرسله الى ارطبون، و امره ان يغرب و يتنكر، و قال: استمع ما يقول حتى تخبرني به إذا رجعت ان شاء الله.

و كتب اليه: جاءني كتابك و أنت نظيري و مثلي في قومك، لو اخطاتك خصله تجاهلت فضيلتي، و قد علمت انى صاحب فتح هذه البلاد، و استعدى عليك فلانا و فلانا و فلانا- لوزرائه- فأقرئهم كتابي، و لينظروا فيما بيني و بينك فخرج الرسول على ما امره به حتى اتى ارطبون فدفع اليه الكتاب بمشهد من النفر، فاقتراه فضحكوا و تعجبوا، و أقبلوا على ارطبون، فقالوا: من اين علمت انه ليس بصاحبها؟ قال: صاحبها رجل اسمه عمر ثلاثة احرف، فرجع الرسول الى عمرو فعرف انه عمر

اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 3  صفحة : 606
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست