اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير الجزء : 3 صفحة : 603
من حاربهم حتى يأتوا عليه، فقال: لئن كنت صدقتني ليرثن ما تحت قدمي هاتين.
و عن عباده و خالد، ان هرقل كان كلما حج بيت المقدس فخلف سوريه، و ظعن في ارض الروم التفت فقال: عليك السلام يا سوريه تسليم مودع لم يقض منك وطره، و هو عائد فلما توجه المسلمون نحو حمص عبر الماء، فنزل الرهاء، فلم يزل بها حتى طلع اهل الكوفه و فتحت قنسرين و قتل ميناس، فخنس عند ذلك الى شمشاط، حتى إذا فصل منها نحو الروم علا على شرف، فالتفت و نظر نحو سوريه، و قال: عليك السلام يا سوريه، سلاما لا اجتماع بعده، و لا يعود إليك رومي ابدا الا خائفا، حتى يولد المولود المشئوم، و يا ليته لا يولد! ما احلى فعله، و امر عاقبته على الروم! و عن ابى الزهراء و عمرو بن ميمون، قالا: لما فصل هرقل من شمشاط داخلا الروم التفت الى سوريه، فقال: قد كنت سلمت عليك تسليم المسافر، فاما اليوم فعليك السلام يا سوريه تسليم المفارق، و لا يعود إليك رومي ابدا الا خائفا، حتى يولد المولود المشئوم، و ليته لم يولد! و مضى حتى نزل القسطنطينية.
و أخذ اهل الحصون التي بين اسكندريه و طرسوس معه، لئلا يسير المسلمون في عماره ما بين أنطاكية و بلاد الروم، و شعث الحصون، فكان المسلمون لا يجدون بها أحدا، و ربما كمن عندها الروم، فأصابوا غره المتخلفين، فاحتاط المسلمون لذلك
. ذكر فتح قيساريه و حصر غزه
ذكر سيف، عن ابى عثمان و ابى حارثة، عن خالد و عباده، قالا: لما انصرف ابو عبيده و خالد الى حمص من فحل، نزل عمرو و شرحبيل على بيسان فافتتحاها، و صالحته الأردن، و اجتمع عسكر الروم بالجنادين
اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير الجزء : 3 صفحة : 603