اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير الجزء : 3 صفحة : 352
المسلمون بعده أحدا انتهى شرفه في الأعاجم، و قتلت فارس مقتله عظيمه، فضموا السفن، و منعت المياه المسلمين من طلبهم، و اقام خالد بالمذار، و سلم الاسلاب لمن سلبها بالغه ما بلغت، و قسم الفيء و نفل من الاخماس اهل البلاء، و بعث ببقية الاخماس، و وفد وفدا مع سعيد بن النعمان أخي بنى عدى بن كعب.
حدثنا عبيد الله، قال: حدثنى عمى، عن سيف، عن محمد بن عبد الله، عن ابى عثمان، قال: قتل ليله المذار ثلاثون ألفا سوى من غرق، و لو لا المياه لأتي على آخرهم، و لم يفلت منهم من افلت الا عراه و اشباه العراة.
قال سيف، عن عمرو و المجالد، عن الشعبى، قال: كان أول من لقى خالد مهبطه العراق هرمز بالكواظم، ثم نزل الفرات بشاطئ دجلة، فلم يلق كيدا، و تبحبح بشاطئ دجلة، ثم الثني، و لم يلق بعد هرمز أحدا الا كانت الوقعه الآخرة اعظم من التي قبلها، حتى اتى دومه الجندل، و زاد سهم الفارس في يوم الثني على سهمه في ذات السلاسل.
فأقام خالد بالثنى يسبى عيالات المقاتله و من اعانهم، و اقر الفلاحين و من أجاب الى الخراج من جميع الناس بعد ما دعوا، و كل ذلك أخذ عنوه و لكن دعوا الى الجزاء، فأجابوا و تراجعوا، و صاروا ذمه، و صارت ارضهم لهم، كذلك جرى ما لم يقسم، فإذا اقتسم فلا.
و كان في السبى حبيب ابو الحسن- يعنى أبا الحسن البصرى- و كان نصرانيا، و مافنه مولى عثمان
3
، و ابو زياد مولى المغيره بن شعبه.
و امر على الجند سعيد بن النعمان، و على الجزاء سويد بن مقرن المزنى، و امره بنزول الحفير، و امره ببث عماله و وضع يده في الجبايه، و اقام لعدوه يتجسس الاخبار
اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير الجزء : 3 صفحة : 352