اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير الجزء : 3 صفحة : 145
و جل على عامر بن الطفيل الطاعون في عنقه فقتله، و انه في بيت امراه من بنى سلول، فجعل يقول: يا بنى عامر، اغده كغدة البكر، و موت في بيت امراه من بنى سلول! ثم خرج اصحابه حين واروه، حتى قدموا ارض بنى عامر، فلما قدموا أتاهم قومهم، فقالوا: ما وراءك يا اربد؟ قال:
لا شيء، و الله لقد دعانا الى عباده شيء لوددت انه عندي الان فارميه بنبلى هذه حتى اقتله، فخرج بعد مقالته هذه بيوم او يومين، معه جمل له يبيعه، فأرسل الله عليه و على جمله صاعقه فأحرقتهما
3
و كان اربد بن قيس أخا لبيد بن ربيعه لامه.
قدوم زيد الخيل في وفد طيّئ
و قدم على رسول الله(ص)وفد طيّئ، فيهم زيد الخيل، و هو سيدهم، فلما انتهوا اليه كلموه، و عرض عليهم رسول الله الاسلام فأسلموا فحسن اسلامهم، [فقال رسول الله ص- كما حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمه، قال: حدثنى محمد بن إسحاق، عن رجال من طيّئ: ما ذكر لي رجل من العرب بفضل ثم جاءني الا رايته دون ما يقال فيه الا ما كان من زيد الخيل، فانه لم يبلغ فيه كل ما فيه].
ثم سماه زيد الخير، و قطع له فيدا و ارضين معه، و كتب له بذلك فخرج من عند رسول الله راجعا الى قومه، فقال رسول الله: ان ينج زيد من حمى المدينة! سماها رسول الله باسم غير الحمى و غير أم ملدم فلم يثبته- فلما انتهى من بلاد نجد الى ماء من مياهه يقال له فرده اصابته الحمى، فمات بها، فلما احس زيد بالموت قال:
ا مرتحل قومى المشارق غدوه* * * و اترك في بيت بفرده منجد
الا رب يوم لو مرضت لعادنى* * * عوائد من لم يبر منهن يجهد
اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير الجزء : 3 صفحة : 145