responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 1  صفحة : 30

ابلغ حجه، و اوجز بيان، و ادل دليل على بطول ما قاله المبطلون من اهل الشرك بالله، و ذلك ان السموات و الارض لو كان فيهما اله غير الله، لم يخل امرهما مما وصفت من اتفاق و اختلاف و في القول باتفاقهما فساد القول بالتثنيه، و اقرار بالتوحيد، و احاله في الكلام بان قائله سمى الواحد اثنين و في القول باختلافهما، القول بفساد السموات و الارض، كما قال ربنا جل و عز: «لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا» لان أحدهما كان إذا احدث شيئا و خلقه كان من شان الآخر اعدامه و ابطاله، و ذلك ان كل مختلفين فافعالهما مختلفه، كالنار التي تسخن، و الثلج الذى يبرد ما أسخنته النار و اخرى، ان ذلك لو كان كما قاله المشركون بالله لم يخل كل واحد من الاثنين اللذين اثبتوهما قديمين من ان يكونا قويين او عاجزين، فان كانا عاجزين فالعاجز مقهور و غير كائن إلها و ان كانا قويين فان كل واحد منهما بعجزه عن صاحبه عاجز، و العاجز لا يكون إلها و ان كان كل واحد منهما قويا على صاحبه عاجز، و العاجز لا يكون إلها و ان كان كل واحد منهما قويا على صاحبه، فهو بقوة صاحبه عليه عاجز، تعالى ذكره عما يشرك المشركون! فتبين إذا ان القديم بارئ الأشياء و صانعها هو الواحد الذى كان قبل كل شي‌ء، و هو الكائن بعد كل شي‌ء، و الاول قبل كل شي‌ء، و الآخر بعد كل شي‌ء، و انه كان و لا وقت و لا زمان، و لا ليل و لا نهار، و لا ظلمه و لا نور الا نور وجهه الكريم و لا سماء و لا ارض، و لا شمس و لا قمر و لا نجوم، و ان كل شي‌ء سواه محدث مدبر مصنوع، انفرد بخلق جميعه بغير شريك و لا معين و لا ظهير، سبحانه من قادر قاهر! و قد حدثنى على بن سهل الرملي، قال: حدثنا زيد بن ابى الزرقاء، عن جعفر، عن يزيد بن الأصم، عن ابى هريرة، [ان النبي(ص)قال:

اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 1  صفحة : 30
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست