اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 9 صفحة : 327
و أَفاصَتِ اليَدُ: تَفَرَّجَتْ أَصابِعُهَا عن قَبْضِ الشَّيْءِ. يُقَالُ: أَفاصَ الضَّبُّ عن يَدِه: انْفَرَجَتْ أَصابِعُه عَنْه فخَلَصَ. و قال اللَّيْثُ. يُقَال: قَبَضْتُ على ذَنَبِ الضَّبِّ فأَفَاصَ من يَدِي، حَتَّى خَلَصَ ذَنَبُه، و هو حِين تَنْفَرِجُ أَصابِعُك عَنْ مَقْبِضِ ذَنَبِهِ، و هو [1] التَّفاوُصُ .
و قال أَبُو الهَيْثَمِ: يُقَالُ: قَبَضْت عَلَيْه فلم يَفِصْ ، و لم يَنْزُ، و لم يَنُصْ، بمَعْنًى وَاحِد.
*و ممّا يُسْتَدْرَك عليه:
اسْتَفاصَ بمَعْنى بَرِحَ، عن ابْنِ بَرِّيّ. و أَنْشَدَ للأَعْشَى:
و قد أَعْلَقَتْ حَلَقاتُ الشَّبَابِ # فأَنَّى لِيَ اليَوْمَ أَنْ أَسْتَفِيصَا
و فَاصَ يَفِيصُ ، أَي بَرَقَ، و بِه فَسَّرَ بَعْضُهُمْ قَوْلَ امْرِىءِ القَيْسِ السَّابِقَ، و قد تَحَيَّر الأَصْمَعيّ في مَعْنَى يَفِيصُ في البَيْتِ المَذْكُور.
فصل القاف
مع الصاد
قبص [قبص]:
قَبَصَه يَقْبِصُهُ قَبْصاً : تَنَاوَلَه بأَطْرَافِ أَصابِعهِ ، كما في الصّحاحِ، و هُو دُونَ القَبْضِ، كقَبَّصَهُ تَقْبِيصاً.
و هََذا عن ابْنِ عَبَّادٍ. و ذََلِكَ المُتَنَاوَلُ بأَطْرَافِ الأَصَابِع:
القَبْصَةُ ، بالفَتْحِ و الضَّمِّ. و عَلَى الأَوّل قِرَاءَةُ ابْنِ الزُّبَيْر و أَبِي العَالِيَةِ و أَبِي رَجَاءٍ و قَتَادَةَ، و نَصْرِ بن عَاصم[قوله تَعَالَى]:
فَقَبَصْتُ قَبْصَةً من أَثَر الرَّسُولِ [2] بفَتْح القَاف. و على الثَّاني قرَاءَة الحَسَنِ البَصْرِيّ، مِثَالُ غُرْفَة. و قِيلَ: هو اسْمُ الفِعْل، و قِرَاءَةُ العَامَّة بالضَّاد المُعْجَمَة.
و قال الفَرّاءُ: القَبْضَةُ بالكَفِّ كُلِّهَا، و القَبْصَةُ بأَطْرَافِ الأَصَابع. و القُبْصَةُ [3] و القَبْصَةُ : اسمُ ما تَناوَلْتَهُ بعَيْنِه.
و قَبَصَ فُلاناً ، و كَذَا الدَّابَّةَ، يَقْبِصُهُ قَبْصاً : قَطَعَ عَلَيْه شُرْبَهُ قَبْلَ، أَنْ يَرْوَى.
و قال أَبو عُبَيْدٍ: قَبَصَ الفَحْلُ: نَزَا ، و أَنْشَدَ لِذي الرُمَّةِ يَصِفُ رِكَاباً:
و يَقْبِصُ من عَادٍ و سادٍ و وَاخِدٍ # كما انْصَاعَ بالسِّيِّ النَّعامُ النَّوافِرُ
و قَبَصَ التِّكَّةَ يَقْبِصُهَا قَبْصاً : أَدْخَلَها في السَّراوِيلِ فجَذَبَها ، عن ابنِ عَبَّادٍ.
و القَبْصَةُ ، بالفَتْح: الجَرَادَةُ الكَبِيرَةُ، عن كُرَاع.
و القَبْصَةُ من الطَّعَام: ما حَمَلَت كَفَّاك، و يُضَمُ ، و الجَمْعُ قُبَصٌ ، مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ، و منه 14- الحَدِيثُ : «أَنَّه دَعَا بِلالاً، رَضِيَ اللََّه تَعَالَى عنه، بتَمْرٍ فجَعَلَ يَجِيءُ به قُبَصاً قُبَصاً ، فقال: يا بِلاَلُ أَنْفقْ و لا تَخْشَ من ذي العَرْش إِقْلالاً» . و 17- قال مُجَاهدٌ في قَوْله تَعَالَى: وَ آتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصََادِهِ[4] يعني القُبَصَ الَّتِي تُعْطَى عِنْدَ الحَصَاد للْفُقَرَاءِ. قال ابنُ الأَثيرِ:
هََكَذا ذَكَرَ الزَّمَخْشَرِيّ حَدِيثَ بِلاَل و مُجَاهِدٍ في الصَّاد المُهْمَلَة، و ذَكَرَهُمَا غَيْرُه في الضَّادِ المُعْجَمَة. قال: و كلاهُمَا جَائزَان، و إِن اخْتَلَفَا.
و القَبِيصَةُ : التُّرَابُ المَجْمُوع، و زادَ ابنُ عَبّادٍ:
و الحَصَى ، و قال غَيْرُه: و كَذََلِك القَبِيص .
و القَبِيصَةُ : ة، شَرْقيَّ المَوْصِل من أَعْمَالِه. و أَيضاً: ة، قربَ سُرَّ مَنْ رَأَى ، هََكذا مُقْتَضَى سِياقِه. و الصَّوابُ فيهما القَبِيصِيَّة [5] ، بزِيَادَة الياءِ المُشَدَّدَة، كما هو في العُبَابِ و التَّكْمِلَة مُجَوَّداً مَضْبُوطاً.
و قَبِيصَةُ بْنُ الأَسْوَد بنِ عَامِرِ بنٍ جُوَيْن الجَرْميّ ثمّ الطَّائِيّ، له وِفادَة، قالَه ابنُ الكَلْبيّ. و قَبِيصَةُ بنُ البَرَاءِ ، رَوَى عنه مُجاهدٌ، و لا تَصحُّ له صُحْبَةٌ، و قد أَرْسَلَ.
و قَبِيصَةُ بنُ جَابِر ، أَدْرَكَ الجاهِلِيَّةَ [6] . و قَبِيصَةُ بنُ ذُؤَيْبٍ الخُزَاعِيُّ الكَعْبِيّ، أَبُو سَعِيدِ و أَبُو إِسْحَاقَ، وُلِدَ في حَياةِ النَّبِيّ صلى اللّه عليه و سلّم، كذا في مُعْجَم ابْنِ فَهْد. قُلْتُ: و يُقَالُ عَامَ الفَتْح، و تُوفِّيّ سنة 86. رَوَى عن أَبِي بَكْرٍ، و عُمَرَ، و أَبِي الدَّرْدَاءِ، و عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِت، و بِلالٍ رَضي اللََّه تَعَالَى عَنْهُم أَجْمَعين. و قَبِيصَةُ بنُ شُبْرُمَةَ، أَو هو ابنُ بُرْمَةَ بنِ مُعَاوِيَةَ الأَسَدِيّ. قال أَبو حَاتِمٍ: حَدِيثُه مُرْسَلٌ. قُلْتُ: لأَنَّه يَرْوِي