اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 9 صفحة : 28
نهمس [نهمس]:
أَمْرٌ مُنْهَمِسٌ[1] ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ و الجَمَاعَةُ، و قال شَبَابَةُ: أَي مَسْتُورٌ ، كذا رَواهُ عنه أَبُو تُرَابٍ، و هو مِن نَهْمَسَ الأَمْرَ، إِذا سَتَرَه، فالنُّونُ أَصلِيَّةٌ، كذا نقَلَه الصّاغَانِيُّ.
و قال شيخُنَا: الظّاهِرُ أَنَّ نُونَهُ زائدةٌ، كالميم، مِن الهَمْسِ، فهو كمُنْطَلِقٍ، فمَوْضِعُه الهاءُ. قلْت: و هو حَدْسٌ في كلامِ العربِ من غيرِ دَلِيل، ثم قالَ: و قول بَعْضٍ: إِلاّ أَن يكونَ بوزنِ اسمِ المَفْعُولِ، كمُدَحْرَجٍ، و الفَرْقُ بينَهما ظاهِرٌ، لأَنَّ نُونَه حينئذٍ تكونُ أَصليّةً، فتأَمَّلْ.
نيس [نيس]:
نَيْسانُ ، بالفَتْحِ: سابِعُ الأَشْهُرِ الرُّومِيَّة ، و من خَواصِّ ماءِ مَطَرِه أَنَّه إِذا عُجِنَ منه العَجِينُ اخْتَمَرَ من غيرِ عِلاجٍ، كما صَرَّح به أَهْلُ الاختياراتِ.
و المُهَلاَّ بنُ سَعِيدِ بنِ عَلِيٍّ النَّيسَائِيُّ الخَزْرَجِيّ، إلى نَيْساءَ ، بالفَتْح: مَوْضعٍ باليَمَن. و حَفيدُه عبدُ اللََّه بنُ عبدِ اللََّه بن المُهَلاَّ، وُلِدَ في بَلَدِ الوَعْلِيَّه، من الشَّرَف [2] الأَعْلَى سنة 950، رَوَى عن الفَقِيهِ المُحَدِّثِ عبدِ الرَّحْمََنِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي بَكْرِ بنِ إِبراهِيمَ بنِ دَاوُودَ النَّزِيلِيّ الشامِيّ في الغَرْبِيِّ من جَبَلِ تَيْس [3] ، و حَدَّث في الأَهْجَرِ من بِلادِ كَوْكَبَانَ، توفِّي في الشّجعة [4] سنة 1063. وَلَدُه العَلاَّمَة عبدُ الحَفِيظِ، سَمِعَ الأَسَاسَ على مؤلِّفه الإِمَامِ القاسم، بحِصْن شَهَارَةَ، و أَجازَه به و بمَرْوِيَّاتِه، و أَخَذَ الكُتُبَ السِّتَّةَ عن الإِمَام المُحَدِّث مُحَمَّدِ بنِ الصِّدِّيق الخاصِّيِّ الحَنَفِيّ سنة 1049، و سَمِع البُخَارِيَّ على الإِمَام المُحَدِّثِ عليِّ بنِ أَحْمَدَ الحشبريّ، و أَحْمَدَ بنِ عبدِ الرحمََنِ بن مُطَيْرٍ الحَكَمِيّ، و عبدِ الوَهّابِ بنِ الصِّدِّيقِ الخَاصِّيّ الزَّبِيدِيّ، و العَلاَّمةِ الحافِظِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَر حشبر، و أَجازَه عامَّة شُيُوخِه، تُوفِّيَ بالأَشْعَافِ، من أَعْمَالِ الشجعة سنة 1077، و أَخُوه البَدْرُ مُحَمَّدٌ، من المُعْتَنِين في العلْم، و بالجُمْلَةِ فهم بَيْتُ سُؤْدَدٍ في اليَمَنِ، أَكْثَرَ اللََّه تَعَالَى منهم، آمِينَ.
(فصل الواو
مع السين)
وجس [وجس]:
الوُجْسُ ، كالوَعْدِ: الفَزَعُ يَقَعُ في القَلْبِ، أَو في السَّمْعِ من صَوْتٍ، أَو غَيْرِه ، قالَهُ اللَّيْثُ، كالوَجَسَانِ ، مُحَرَّكَةً.
و قالَ أَبو عُبَيْدٍ: الوَجْسُ : الصَّوْتُ الخَفِيُ ، و منه 14- الحَدِيثُ : «دَخَلْتُ الجَنَّةَ فسَمِعْتُ في جَانِبِهَا. وَجْساً ، فَقِيلَ: هََذا بِلالٌ» .
و منه أَيْضاً ما جاءَ 14- في الحَدِيثِ : أَنَّه نَهَى عن الوَجْسِ .
هُوَ: أَنْ يَكُونَ مع [5] جارِيَتهِ أَو امْرَأَتِه و الأُخْرَى تَسْمَعُ حِسَّهُ. الأَوْلَى «حِسَّهُما» و 17- قد سُئِلَ عنه الحَسَنُ فقالَ: «كَانُوا يَكْرَهُونَ الوَجْسَ » .
و الأَوْجَسُ ، كأَحْمَدَ: الدَّهْرُ، و قد تُضَمُّ الجِيمُ ، عن يَعْقُوبَ، نقله الجَوْهَرِيُّ، و الفَتْحُ أَفْصَحُ، و منه قولُهم الآتي: لا أَفْعَلُه سَجِيسَ الأَوْجَسِ ، و قد رُوِيَ بالوَجْهَيْنِ.
و الأَوْجَسُ : القَلِيلُ من الطَّعَام و الشَّرَابِ ، يَقُولُون: ما ذُقْتُ عِنْدَه أَوْجَسَ ، أَي: طَعَاماً، عن الأَمَوِيّ، و ما فِي سِقَائِه أَوْجَسُ ، أَي قَطْرَةٌ، هََكذا ذَكَرُوه، و لم يَذْكُرُوا الشَّرَابَ، قالوا: و لا يُسْتَعْمَلُ إِلاّ في النَّفْي.
و الوَاجِسُ : الهَاجِسُ ، و هو الخَاطِرُ، كما سَيَأْتِي.
و مِيجَاسٌ ، كمِحْرَاب: عَلَمٌ ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
و قَوْلُه تَعالَى : فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً[6] و كذا قَوْلُه تَعالَى: فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً[7]أَيْ أَحَسَّ و أَضْمَرَ ، و قال أَبو إِسْحَاقَ: مَعْنَاهُ فأَضْمَرَ منهم خَوْفاً، و قالَ في مَوْضِعٍ آخَرَ: معنَى أَوْجَسَ : وَقَعَ في نَفْسِه الخَوْفُ.
و تَوَجَّسَ الرَّجُلُ: تَسَمَّعَ إِلى الوَجْسِ ، هو الصَّوْت الخَفِيّ ، قال ذُو الرُّمَّة، يَصِفُ صائِداً: