يقول: كأَنَّ عَدْوَهَا طَيَرَانُ جَرَادَةٍ قد اصْفَرّت، أَي نَمَتْ [3]
و نَبَتَ جَنَاحاها، و قال مرّة: مُهَارِشَةُ العِنَانَ: هي النَّشِيطَةُ.
و قال الأَصْمَعِيُّ: فَرَسٌ مُهَارِشَةُ العِنَانِ: خَفِيفةُ اللِّجَامِ، كَأَنَّهَا تُهَارِشُه . و الهَرِشُ ، ككَتِفٍ: المائِقُ الجَافِي من الرِّجَال، عن ابنِ عَبّادٍ.
و هَرْشَى ، كسَكْرَى: ثَنِيَّةٌ قُرْبَ الجُحْفَةِ. في طَرِيقِ مَكَّةَ، يُرَى منها البَحْرُ، و لها طَريقَانِ، فكُلُّ من سَلَكَهُمَا كان مُصِيباً، قاله الجَوْهَرِيُّ، و أَنشَدَ قولَ الشّاعر [4] :
قُلْتُ: و هََذَا البَيْتُ أَنْشَدَه عَقِيل بنُ عُلَّفَةَ لِسَيِّدنا عُمَرَ رَضِيَ اللََّه تَعَالَى عنه في قِصَّةٍ مذكورة في كِتَابِ المُعْجَمِ لِيَاقُوت.
و قالَ عَرّام: هَرْشَى : هَضْبَةٌ مُلَمْلَمَة لا تُنْبِتُ شَيْئاً، و هي على طَرِيقِ الشّامِ و طَرِيق المَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ في أَرضٍ مُسْتَوِيَة، و أَسْفَل مِنْهَا وَدّانُ عَلَى مِيلَيْنِ مِمَّا يَلِي مَغِيبَ الشَّمْسِ، يَقْطَعُها المُصْعِدُونَ مِنْ حُجّاجِ المَدِينَةِ و يَنْصَبُّونَ مِنْهَا مُنْصَرِفِينَ إِلَى مَكّةَ، و يتَّصِلُ بِهَا مِمّا يَلِي مَغِيبَ الشّمْسِ خَبْتُ رَمْلٍ، في وَسَطِ هََذا الخَبْتِ جَبَلٌ أَسْوَدُ، شَدِيدُ السّوَادِ، صَغِيرٌ، يُقَالُ له، طَفِيلُ.
و تَهَارَشَت الكِلابُ: اهْتَرَشَتْ ، أَيْ تَقَاتَلَتْ و تَوَاثَبَتْ، قالَه ابْنُ دُرَيْدٍ [5] ، و أَنْشَدَ لِعِقالِ بنِ رِزَامٍ:
كأَنَّمَا دَلالُهَا عَلَى الفُرُشْ # في آخر اللَّيْلِ كِلابٌ تَهْتَرِشْ
و تَهَرَّشَ الغَيْمُ: تَقَشَّعَ ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عن ابْنِ عَبّادٍ.
*و ممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
في المَثَل «خُذْ أَنُفَ هَرْشَى أَوقَفَاهَا» ، في أَمْرَيْنِ مُتَسَاوِيَيْنِ، و قال المَيْدَانِيُّ: يُضْرَبُ فِيمَا يَسْهُلُ إِلَيْهِ الطَّرِيقُ مِنْ وجْهَيْنِ.
و الهِرَاشُ كالمُهَارَشَةِ، و كَلْبٌ هَرّاشٌ ، كحَرّاشٍ.
و قَدْ سَمَّوْا هَرّاشاً ، ككَتّانٍ، و مُهَارِشاً .
[2] بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: مهارشة العنان الخ قال في التكملة: أراد الذكر من الجراد و هو الأصفر منها و هو أخف من الأنثى، و خص الهبوة لأنها إذا كانت كذلك فهو أشد لطيرانها لأن الهبوة لا تكون إلا مع ريح و إنما تصفرّ حين تتم و ينبت جناحاها» و في الأساس عقب على البيت قال أراد وثوبه في العنان و مرحه كأنما يهارشه.