اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 9 صفحة : 193
و ذَكَرَه ابنُ الأَثِيرِ هُنَا، و فَسّرَ به قَوْلَ عَلِيٍّ، كَرّمَ اللََّه تَعَالَى وَجْهَه [1] ، و المِيمُ زائدة.
مدش [مدش]:
المَدَشُ ، مُحَرَّكَةً: ظُلْمَة العَيْنِ من جُوعٍ أَو حَرّ شَمْسٍ، و قَدْ مَدِشَتْ عَيْنُه مَدَشاً ، و هِي مَدْشَاءُ ، عن ابنِ دُرَيْدٍ، قالَ: و أَحْسَبُه مَقْلُوباً مِنْ دَمِشَ [2] .
و قالَ الجَوْهَرِيُّ: المَدَشُ : رَخَاوَةُ عَصَبِ اليَدِ، و قِلَّةُ لَحْمِهَا ، رَجُلٌ أَمْدَشُ اليَدِ، و قَدْ مَدِشَ ، و امْرَأَةٌ مَدْشَاءُ اليَدِ.
و قالَ غَيْرُهُ: المَدَشُ : دِقَّتَها ، أَي اليَدِ و اسْتِرْخاؤُهَا مَعَ قِلَّةِ لَحْمٍ، و هُوَ أَمْدَشُ ، و ناقَةٌ مَدْشَاءُ .
و قالَ اللَّيْثُ: أَو المَدَشُ فِي النُّوقِ: سُرْعَةُ أَوْبِها ، أَيْ أَوْبِ يَدِهَا فِي حُسْنِ سَيْرٍ ، و نَصُّ الأَزْهَرِيّ: سُرْعَةُ أَوْبِ يَدَيْهَا في حُسْنِ سَيْرٍ، و أَنْشَدَ:
و نازِحَةِ الجُولَيْنِ خاشِعَةِ الصُّوَى # قَطَعْتُ بمَدْشَاءِ الذِّراعَيْنِ سَاهِمِ
رَجُلٌ أَمْدَشُ ، و امْرأَةٌ مَدْشَاءُ اليَدِ.
و قالَ ابنُ سِيدَه: و المَدْشَاءُ من النِّسَاءِ خاصّةً: الَّتِي لا لَحْمَ عَلَى يَدَيْهَا، عن أَبي عُبَيْدٍ.
قُلْتُ: و في تَهْذِيب غَرِيبِ المُصَنِّف لأَبِي زَكَرِيّا عَنْ ثَعْلَبٍ، و قَد رَدَّ عَلَى من قَالَ: إِن المَدْشاءَ الَّتِي لا لَحْمَ على يَدَيْهَا، و قَالَ المَدْشَاءُ : الحَمْقَاءُ، و الذَّكَر أَمْدَشُ ، و الأَوّل خَطَأٌ، و رَأَيْتُ الأَزْهَرِيَّ لَمْ يَتَعَرَّض لهََذَا، بَلْ رَوَاهُ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، كما أَوْرَدَه الجَوْهَرِيُّ، فتَأَمَّل.
و نَاقَةُ مَدْشاءُ اليَدَيْنِ: سَرِيعَةُ أَوْ بِهِما فِي حُسْن سَيْر، قال الشاعِرُ:
يَتْبَعْنَ مَدْشاءَ اليَدَيْنِ قُلْقُلاَ
أَو المَدَشُ في الخَيْل: اصْطِكاكُ بَواطِنِ الرُّسْغَيْنِ في شِدّة الفَدَعِ [3] ، و هو مِنْ عُيُوبِ الخَيْلِ الَّتِي تَكُونُ خِلْقَةٌ، و الفَدَعُ [3] : التواءُ الرُّسْغِ من عُرْضِهِ الوَحْشِيِّ. و قَالَ الصَّاغَانِيُّ: المَدَشُ : حُمْرَةٌ و خُشُونَةٌ في الوَجْهِ ، و هُوَ أَمْدَشُ ، و هِيَ مَدْشَاءُ ، و نَقَلَهُ أَبو عَمْرٍو.
و الأَمْدَشُ : المَهْزُولُ الخَفِيفُ اللَّحْمِ، و فِي لَحْمِه، مَدْشَةٌ ، عن ابنِ عَبّاد.
و الأَمْدَشُ : الأَخْرَقُ، و هُوَ القَلِيلُ العَقْلِ ، عن ابنِ عَبّادٍ.
و يُقَالُ: رَجُلٌ مَدّاشُ اليَدِ ككَتّانٍ: أَيّ سارِقُهَا ، عن أَبي عَمْرٍو.
و في لَحْمهِ مَدْشَةٌ ، بالفَتْح: أَي خِفَّةٌ و في المُحْكَم: أَي قِلَّةٌ.
و مَدَشَ مِنَ الطَّعَامِ مَدْشاً : أَعْطَى منه قَلِيلاً.
و مَدَشَ له مِنَ العَطاءِ مَدْشاً : أَعْطَى منه قَلِيلاً.
و يُقَال: مَا مَدَشْتُ منهُ ، كَذا نصّ الصّاغَانِيّ، و الذي في التَّهذِيب: مَا مَدَشْتُ به مَدْشاً و مَدُوشاً ، بفَتْحِهما، و ما مَدَشَنِي شَيْئاً، و لا أَمْدَشَنِي ، و لا مَدَّشَنِي تَمْدِيشاً ، و لا مَدَشْتُه شَيْئاً: أَي ما أَعْطَانِي و لا أَعْطَيْتُه، قالَ الأَزْهَرِيُّ: و هََذا من النّوادِرِ.
و امْتَدَشْتُه مِنْ يَدِه: أَخَذْتُهُ ، عن ابنِ عَبّادٍ، أَو اخْتَلَسْتُه ، عن الصّاغَانِيّ.
قُلْتُ: و كأَنَّهُ تَصْحِيفٌ من امْتَرَشْتُه، بالراء، كما سَيَأْتِي قَرِيباً.
*و مِمَّا يُسْتَدْرَك عليه:
المَدِشُ ، ككَتِفٍ: الأَخْرَقُ كالفَدِشِ، حكاه ابنُ الأَعْرَابِيّ، و قد ذَكَرَه المُصَنّفُ في «ف د ش» استِطْراداً، و أَغْفَلَه هُنَا، و هو قُصُورٌ.