اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 7 صفحة : 276
و عاراً . ج عَوَارِيُّ ، مُشَدَّدةً و مُخَفَّفةً قال الشاعر:
إِنَّمَا أَنفُسُنا عاريَّةٌ # و العَوَارِيُّ قُصَارَى أَنْ تُرَدّ
و[1] قد أَعارَهُ الشيءَ و أَعارَه مِنْهُ و عاوَرَه إِيّاهُ. و المُعَاوَرَةُ و التَّعاوُر : شِبْهُ المُداوَلَة. و التَّدَاوُلُ في الشيءِ يكونُ بَيْنَ اثْنَيْنِ. و منه قولُ ذِي الرُّمَّة:
و سِقْطِ كعَيْنِ الدِّيكِ عاوَرْتُ صاحِبِي # أَبَاهَا و هَيَّأْنا لِمَوْقِعها وَكْرَا
يَعْنِي الزَّنْدَ و ما يَسْقُطُ من نارِها. و أَنشد اللَّيْث:
إِذا رَدَّ المُعَاوِرُ مَا اسْتَعَارَا
و تَعَوَّرَ وَ اسْتَعَارَ : طَلَبَهَا نحو تَعَجَّبَ و اسْتَعْجَبَ، و 17- في حديثِ ابنِ عَبّاس و قِصّةِ العِجْل : «مِنْ حُلِيٍّ تَعَوَّرَهُ بَنُو إِسْرَائِيل» . أَي اسْتَعَارُوه .
و اسْتَعَارَه الشَّيْءَ و اسْتَعَارَه منه: طَلَبَ منه إِعَارَتَه ، أَيْ أَنْ يُعِيرَه إِيّاه؛ و هََذه عن اللِّحْيَانيّ. قال الأَزهريّ: و أَما العارِيَّة فإِنَّهَا منسوبةٌ إِلى العَارَةِ ، و هو اسمٌ من الإِعارَة ، تقول:
أَعَرْتُه الشيءَ أُعيرُه إِعارَةً و عارَةٌ ، كما قالوا: أَطَعْتُه إِطاعَةً و طَاعَةً، و أَجَبْتُه إِجابَةً و جَابَةً. قال: و هََذا كثيرٌ في ذَوات الثَّلاثِ، منها الغارَةُ و الدَّارَةُ و الطَّاقَةُ و ما أَشْبَهَهَا. و يُقَالُ:
اسْتَعَرْتُ منه عارِيَّةً فأَعَارَنِيها .
و اعْتَوَرُوا الشَّيْءَ، و تَعَوَّرُوه ، و تَعَاوَرُوه : تَدَاوَلُوه فيما بَيْنَهُم. قال أَبو كَبِيرٍ:
و إِذا الكُمَاةُ تَعَاوَرُوا طَعْنَ الكُلَى # نَدْرَ البِكَارَةِ [2] في الجَزَاءِ المُضْعَفِ
قال الجَوْهَرِيّ: إِنّمَا ظَهَرَت الواوُ في « اعْتَوَرُوا » لأَنَّه في معنى تَعَاوَرُوا فَبُنِيَ عليه، كما ذَكَرْنا في تَجَاوَرُوا.
و 14- في الحديث : « يَتعاوَرُون على مِنْبَرِي» . أَي يَخْتَلِفُون و يَتَنَاوَبُون، كلّما مَضَى واحدٌ خَلَفَه آخَرُ. يقال: تَعَاوَرَ القومُ فُلاناً، إِذا تَعَاوَنُوا عليه بالضَّرْب وَاحداً بعدَ وَاحدٍ. قال الأَزهريّ: و أَما العارِيَّة و الإِعَارَةُ و الاسْتِعَارَةُ فإِنّ قولَ العَرَبفيها: هُمْ يَتعاوَرُون العَوَارِيّ و يَتَعَوَّرُونَهَا ، بالواو، كأَنَّهم تَفْرِقَةً بين ما يَتَرَدَّدُ من ذاتِ نَفْسِه و بين ما يُرَدَّدُ. و قال أَبو زَيْد: تَعَاوَرْنا العَوَارِيَّ تَعَاوُراً ، إِذا أَعارَ بعضُكم بَعْضاً.
و تَعَوَّرْنَا تَعَوُّراً ، إِذا كُنْتَ أَنْت المُسْتَعِيرَ . و تَعَاوَرْنا فُلاناً ضَرْباً، إِذا ضَرَبْتَه مَرّة ثمّ صاحبُك ثمّ الآخَر. و قال ابنُ الأَعرابيّ: التَّعَاوُر و الاعْتِوَارُ : أَنْ يَكُونَ هََذا مَكانَ هََذا، و هََذَا مَكانَ هََذا. يُقَال: اعْتَوَراهُ و ابْتَدّاهُ، هََذا مَرَّةً و هََذا مَرّة، و لا يُقَال: ابْتَدَّ زيدٌ عَمْراً، و لا اعْتَوَرَ زيدٌ عَمْراً.
و عارَه ، قِيل: لا مُسْتَقْبَلَ له. قال يَعْقُوبُ: و قالَ بعضُهُم:
يَعُورُه ، و قال أَبو شِبْل [3] : يَعِيرُه ، و سيذكر في الياءِ أَيضاً، أَي أَخَذَهُ و ذَهَبَ به ، و ما أَدْرِي أَيُّ الجَرادِ عارَه ، أَيْ أَيُّ الناس أَخَذَه، لا يُسْتَعْمَل إِلاّ في الجَحْد. و قِيلَ: مَعْنَاه ما أَدْرِي أَيُّ الناسِ ذَهَبَ به، و حَكَى اللِّحْيَانيّ: أَراكَ عُرْتَه و عِرْتَه ، أَي ذَهَبْتَ به، قال ابنُ جِنّي؛ كأَنّهم إِنّمَا لَمْ يَكَادُوا يَسْتَعْمِلُونَ مُضَارِعَ هََذا الفِعْل لَمّا كانَ مَثَلاً جارِياً في الأَمْرِ المُنْقَضي [4] الفائت، و إِذا كانَ كذََلك فلا وَجْهَ لذِكْر المضارع هاهََنَا[لأَنه] [5] ليس بمُنْقَضٍ و لا يَنْطِقُون فيه بيَفْعَل. أَو مَعْنَى عارَهُ أَتْلَفَهَ و أَهْلَكَه؛ قاله بعضُهم.
و عَاوَرَ المَكَايِيلَ و عَوَّرَها : قَدَّرَها، كعَايَرَها ، بالياءِ لُغَة فيه، و سيُذْكَر في « عير » .
و عَيَّرَ المِيزَانَ و المِكْيالَ، و عاوَرَهُما ، و عايَرَهُمَا، و عايَرَ بَيْنَهُمَا مُعَايَرَةً و عِيَاراً ، بالكَسْر: قَدَّرَهُما و نَظَرَ ما بَيْنَهُمَا. ذكر ذََلك أَبو الجَرّاح في بابِ ما خالَفَتِ العامّةُ فيه لُغَةَ العَرَب. و قال اللَّيث: العِيَارُ : ما عايَرْتَ به المَكَايِيلَ، فالعِيَارُ صَحِيحٌ تامّ وَافٍ. تَقُول: عايَرْتُ به، أَي سَوَّيْتُه، و هو العِيَارُ و المِعْيَارُ . و حقّ هََذه أَنْ تُذْكَر في الياءِ كما سيأْتي.
و المُعَارُ ، بالضَّمّ: الفَرَسُ المُضَمَّرُ المُقدَّحُ، و إِنّمَا قِيل له المُعَارُ لأَنّ طَرِيقَةَ مَتْنِه نَبَتْ [6] فصارَ لها عَيْرٌ ناتىءٌ، أَو المَنْتُوفُ الذَّنَبِ ، من قولهم: أَعَرْتُ الفَرَسَ و أَعْرَيْتُه: هَلَبْتُ