responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 7  صفحة : 275

و العَوْرَةُ ، بالفَتْح: الخَلَلُ في الثَّغْرِ و غَيْرِه‌ ، كالحَرْبِ.

قال الأَزْهَرِيّ: العَوْرَةُ في الثُّغُور و الحُرُوبِ: خَلَلٌ يُتَخَوَّفُ منه القَتْلُ. و قال الجَوْهَرِيّ: العَوْرَةُ : كلُّ خَلَلٍ يُتَخَوَّفُ منه من‌ [1] ثَغْرٍ أَو حَرْبٍ. و العَوْرَة : كُلّ مَكْمَنٍ للسَّتْرِ. و العَوْرَةُ :

السَّوْأَةُ من الرَّجُل و المَرْأَةِ. قال المصَنِّف في البصائر:

و أَصْلُها من العَار ، كأكنّه‌ [2] يَلْحَقُ بظُهُورِها عارٌ ، أَي مَذَمَّة، و لذََلك سُمِّيَت المَرْأَةُ عَوْرَةً . انتهى. و الجَمْعُ عَوْرَاتٌ . و قال الجَوْهَرِيّ: إِنّمَا يُحَرَّك الثاني من فَعْلَةٍ في جَمْعِ الأَسماءِ إِذا لم يَكُنْ ياءً أَوْ وَاوًا و قَرَأَ بَعْضُهُم: عَوَرَاتِ النِّسَاءِ [3]

«بالتَّحْرِيك» . و العَوْرَةُ : الساعَةُ الّتي هي قَمَنٌ‌ ، أَي حَقِيقٌ مِنْ ظُهُورِ العَوْرَةِ فِيها، و هي ثَلاث‌ ساعاتٍ: ساعَةٌ قبلَ صَلاةِ الفَجْرِ، و ساعَةٌ عندَ نِصْفِ النَّهَارِ، و ساعةٌ بعدَ العِشَاءِ الآخِرَة. و في التَّنْزِيل: ثَلاََثُ عَوْرََاتٍ لَكُمْ [4] أَمْرَ اللََّه تَعالى الوِلْدانَ و الخَدَمَ أَلاّ يَدْخُلُوا في هََذه الساعات إِلاَّ بِتَسْلِيم منهم و اسْتِئذان. و كُلُّ أَمْرٍ يُسْتَحْيَا منه‌ إِذا ظَهَر:

عَوْرَةٌ ، و منه 14- الحَديث : «يا رَسُولَ اللََّه، عَوْرَاتُنا ما نَأْتِي منها و ما نَذَر؟» . و هي من الرَّجُل ما بَيْنَ السُّرَّة و الرُّكْبَة، و من المَرْأَة الحُرَّةِ جَمِيعُ جَسَدِهَا إِلاّ الوَجْهَ و اليَدَيْنِ إِلى الكُوعَيْن، و في أَخْمَصِها خِلافٌ، و من الأَمَةِ مِثْلُ الرَّجُل، و ما يَبْدُو منها في حَالِ الخِدْمَةِ كالرَّأْس و الرَّقَبَة و الساعِدِ فلَيْسَ بعَوْرة . و سَتْرُ العَوْرَةِ في الصَّلاة و غَيْرِ الصَّلاةِ واجِبٌ، و فيه عند الخَلْوَة خِلافٌ. و 16- في الحديث : «المَرْأَةُ عَوْرَة » . جَعَلَهَا نَفْسَهَا عَوْرَةً لأَنّهَا إِذا ظَهَرَتْ يُسْتَحْيَا منها كما يُسْتَحْيَا من العَوْرَةِ إِذا ظَهَرَتْ؛ كذا في اللسان. و العَوْرَة من الجِبَال: شُهُوقُها [5]

و الجَمْعُ العَوْراتُ . و العَوْرَةُ من الشَّمْسِ: مَشْرِقُهَا و مَغْرِبُها ، و هو مَجَازٌ. و في الأَساس: عَوْرَتَا الشَّمْسِ:

خافِقَاها. و قال الشاعر:

تَجَاوَبَ يُومُها في عَوْرتَيْهَا # إِذا الحِرْبَاءُ أَوْفَى للتَّنَاجِي‌

هََكذا فسّره ابنُ الأَعرابيّ، و هََكذا أَنشدَه الجوهريّ في‌الصحاح. و قال الصاغَاني: الصواب «غَوْرَتَيْها» بالغَيْن معجَمَة، و هما جانِبَاها. و في البَيْت تَحْرِيفٌ، و الرَّواية:

أَوْفَى للبَرَاحِ، و القَصِيدَة حائيّة، و البَيْتُ لبِشْرِ بن أَبي خازِم.

و من المَجَاز: أَعْوَرَ الشَّيْ‌ءُ، إِذا ظَهَرَ و أَمْكَنَ‌ [6] ، عن ابن الأَعْرَابيّ، و أَنْشَدَ لكُثَيِّر:

كَذاكَ أَذُودُ النَّفْسَ يا عَزُّ عنكمُ # و قد أَعْوَرَتْ أَسْرَابُ‌ [7] مَنْ لا يَذُودُهَا

أَعْوَرَت : أَمكنتْ، أَي مَنْ لَمْ يَذُدْ نَفْسَه عن هَواهَا فَحُشَ إِعْوَارُهَا و فَشَت أَسْرَارُهَا و المُعْوِرُ : المُمْكِنُ البَيِّنُ الوَاضِحُ.

و قولُهُم: ما يُعْوِرُ لَهُ شَي‌ءٌ إِلاَّ أَخَذَه، أَي ما يَظْهَر. و العَرَبُ تقول: أَعْوَرَ مَنْزِلُك، إِذا بَدَتْ منه عَوْرَةٌ . و أَعْوَرَ الفَارِسُ:

بَدَا فيه مَوْضِعُ خَلَلٍ لِلضَّرْبِ‌ و الطَّعْنِ، و هُو ممّا اشْتُقَّ من المُسْتَعَار ؛ قاله الزمخشريّ. و قال ابنُ القَطّاع: و أَعْوَرَ البَيْتُ كذََلك بانْهِدامِ حائِطه. و منه 1- حديث عليٍّ رضي اللََّه عنه :

«لا تُجْهِزُوا على جَرِيحٍ و لا تُصِيبُوا مُعْوِراً » . هو من أَعْوَرَ الفارِسُ. و قال الشاعِرُ يصف الأَسَد:

له الشَّدَّةُ الأَولَى إِذا القِرْنُ أَعْوَرَا

و العَارِيَّة ، مُشَدَّدةً ، فعْليَّة من العارِ ، كما حَقَّقه المصنّف في البَصَائر. قال الأَزهريّ: و هو قُوَيْلٌ ضَعِيفٌ، و إِنّمَا غَرَّهم قولُهم: يَتَعَيَّرُون العَوارِيَّ ، و لَيْسَ على وَضْعِه، إِنّما هي مُعاقَبَةٌ من الواوِ إِلى الياءِ. و في الصّحاح: العارِيَّة ، بالتَّشْدِيد، كأَنّها منسوبةٌ إِلى العارِ لأَنّ طَلَبَها عارٌ و عَيْبٌ.

و قال ابنُ مُقْبِل:

فأَخْلِفْ و أَتْلِفْ إِنّمَا المالُ عارَةٌ # و كُلْهُ مع الدَّهْرِ الذي هُوَ آكِلُهْ‌

قلتُ: و مثلُه قولُ اللَّيْث. و قد تُخَفَّف. و كذا العَارَةُ : ما تَدَاوَلُوه بَيْنَهُم‌ ، و 16- في حديث صَفْوَانَ بنِ أُمَيّة : « عَارِيَّة مَضْمُونَة مُؤَدّاة» . العَارِيّة يجب رَدُّها إِجماعاً، مهما كانت عينُها باقية. فإِنْ تَلِفَتْ وَجَبَ ضَمانُ قِيمَتِها عند الشافعيّ، و لا ضَمانَ فيها عند أَبي حَنِيفَةَ. و قال المصنِّف في البصائر:

قِيلَ للعارِيَّة : أَيْنَ تَذْهَبينَ؟فقالت: أَجْلُبُ إِلى أَهْلي مَذَمَّةً


[1] الصحاح: في.

[2] في المفردات للراغب: و ذلك لما يلحق في ظهوره.

[3] سورة النور الآية 31.

[4] سورة النور الآية 58.

[5] على هامش القاموس عن نسخة أخرى: شفوفها بالفاء، و في الصحاح و اللسان «شقوقها» بالقاف.

[6] مثله في اللسان، و عن ابن الأعرابي في التهذيب: المُعْور: الممكن البين الواضح، و ذكر البيت شاهداً.

[7] في اللسان: أسرار.

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 7  صفحة : 275
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست