responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 7  صفحة : 273

الَّذِي في الحَدَقَةِ. و يقالُ: بِعَيْنِه عُوّارٌ ، أَي قَذًى. و جَمْعُ العُوّارِ عَوَاوِيرُ ، و قد جاءَ في قَوْل الشاعِرِ بَحذْفِ الياءِ ضَرُورَةً:

و كَحَّلَ العٌْنَيْنِ بالعَوَاوِرِ [1]

و رَوَى الأَزهرِيُّ عن اليَزِيدِيّ: بَعِيْنِه ساهِكٌ و عائِرٌ ، و هُمَا من الرَّمَدِ. و قال اللَّيْث: العائرُ : غَمَصَة تَمُضُّ العَيْنَ كأَنَّمَا وَقَع فيها قَذًى، و هو العُوّارُ . قال: و عَيْنٌ عائِرَةٌ : ذاتُ عُوّارٍ ، و لا يُقَال في هََذا المعنَى: عارَتْ ، إِنّمَا يُقَال: عارَتْ إِذا عَوِرَتْ و قِيل: العائرُ : بَثْرٌ يكون‌ في الجَفْنِ الأَسْفَلِ‌ من العَيْْنِ، و هو اسمٌ لا مَصْدَر، بمَنْزِلَة الفالِج و الناعر و الباطِل، و ليس اسمَ فاعلِ و لا جارِياً على مُعْتَلٍّ، و هو كما تِاه مُعْتَلّ. و العائِرُ من السِّهام: ما لا يُدْرَى رامِيهِ‌ و كذا من الحَجَارَة. و من ذََلك 16- الحدِيث : «أَنَّ رَجُلاً أصابَهُ سَهْمٌ عائِرٌ فقَتَلَه» . و الجمع العَوَائِرُ ، و أَنشد أبو عُبَيْدٍ:

أَخْشَى عَلَى وَجْهِكَ يا أَمِيرُ # عَوائِراً من جَنْدَلٍ تَعِيرُ

و في التَّهْذِيب في ترجمة «نسأ» : و أَنشد لمالِكِ بن زُغْبَةَ الباهِلِيّ:

إِذا انْتَسَؤُوا فَوْتَ الرَّمَاحِ أَتَتْهُمُ # عَوَائِرُ نَبْلٍ كالجَرادِ نُطِيرُها

قال ابنُ برّيّ: عَوائرُ نَبْلٍ، أَي جَماعَةُ سِهامٍ مُتَفَرِّقَة لا يُدْرَى من أَيْنَ أَتَتْ.

و عائِرُ العَيْنِ: ما يَمْلَؤُها من المالِ حتَّى يَكادَ يَعُورُها .

يُقَال: عَلَيْه من المالِ عائِرَةُ عَيْنِيْنِ، و عَيِّرةُ عَيْنَيْن‌ ، بتَشْدِيدِ.

الياءِ المَكْسُورة، كِلاهُما عن اللّحْيَانيّ، أَي كَثْرةٌ تَمْلَأُ بَصَرَهُ. قال مرّة: أَي ما يَكادُ مِنْ كَثْرَتِه يَفْقأُ عَيْنَيْهِ. و قال الزمخشريّ: أَي بما يَملَؤُهما و يَكادُ يُعَوَّرهُما. و قال أَبو عُبَيْد: يُقَال للرَّجُل إِذا كَثُرَ مالُه: تَرِدُ على فُلان عائِرَةُ عَيْنٍ، و عائِرَةُ عَيْنَيْن، أَي تَرِد عليه إِبِلٌ كثيرةٌ كأَنّهَا من كثْرتها تَمْلأُ العَيْنَيْن حتَّى تكادَ تَعُورُها ، أَي تَفْقَؤُها [2] . و قال أَبو العبّاس:

معناه أَنّه مِنْ كَثْرَتها تَعِير فيها العَيْن. و قال الأَصمعيّ: أَصْلُ‌ذََلك أَنّ الرَّجلَ من العَرَبِ في الجاهلية كان إِذا بَلَغ إِبلُه أَلْفاً عارَ عَيْنَ بَعِير منها، فأَرادُوا بعائرَةِ العَيْنِ أَلْفاً من الإِبِل تُعَوَّرُ [3] عَيْنُ واحِدٍ منها. قال الجَوْهَرِيّ: و عنده من المالِ عائِرَةُ عَيْنٍ، أَي يَحارُ فيه البَصَر من كَثْرِتِه كأَنّه يَمْلأُ العَيْن فيَعُورُها [4] . و في الأَساسِ مِثْلُ ما قاله الأَصمعيّ.

و العُوَارُ ، مُثلَّثَةً ، الفَتْحُ و الضَّمُّ ذَكَرَهُما ابنُ الأَثير:

العَيْبُ‌ يقال سِلْعَةٌ ذاتُ عَوَار ، أَي عَيْبٍ، و به فُسِّر 16- حَدِيثُ الزَّكاة : «لا يُؤْخَذُ في الصَّدَقَةِ هَرِمَةٌ و لا ذاتُ عَوَارٍ » .

و العَوَار [5] أَيضاً: الخَرْقُ و الشَّقُّ في الثَّوْبِ‌ و البَيْتِ و نَحْوِهما. و قيل: هو عَيْبٌ فِيهِ-فلم يُعَيِّنْ ذََلك-قال ذو الرُّمةِ:

تُبَيِّنُ نِسْبَةَ المَرَئِيّ‌ [6] لُؤْماً # كما بَيَّنْتَ في الأَدَمِ العَوَارَا

و العُوّارُ ، كرُمّانٍ‌ : ضَرْبٌ من الخَطاطِيفِ أَسْوَدُ طَوِيلُ الجَنَاحَيْن. و عَمَّ الجَوْهَرِيُّ فقال: هو الخُطّافُ‌ ، و يُنْشَد:

كما [7] انْقَضَّ تَحْتَ الصِّيقِ عُوّارُ

الصِّيقُ: الغُبَار.

و العُوّار : اللَّحْم‌ الذي‌ يُنْزَع من العَيْنِ بَعدَ ما يُذَرّ عَلَيْه الذَّرُور ، و هُوَ من العُوّار ، بمَعْنَى الرَّمَصِ الّذِي في الحَدَقَةِ كالعَائِر ، و الجَمْعُ عَوَاوِيرُ ، و قد تَقَدّم. و العُوّار : الَّذِي لا بَصَرَ لَهُ في الطَرِيقِ‌ و لا هِدايَةَ، و هو لا يَدُلُّ و لا يَنْدَلّ، كالأَعْوَر ؛ قاله الصاغانيّ. و في بعض النُّسخ: «بالطّرِيق» ، و مِثْلُه في التّكْمِلَة. و لو قال عِنْدَ ذِكْر معانِي الأَعْوَرِ :

«و الدَّلِيل السَيِّى‌ءُ الدَّلالَة كالعُوّار» كان أَخْصَرَ. و العُوّارُ :

الضَّعِيفُ الجَبَانُ‌ السَّرِيعُ الفِرَارِ، كالأَعْوَرِ بعد قوله:

«الضَّعِيفُ الجَبَانُ» فقال: «كالعُوَّار» كان أَخْصَرَ. ج عَواوِيرُ قال الأَعْشَى:

غَيْرُ مِيلٍ و لا عَواوِيرَ في الهَيْ # جا و لا عُزَّلٍ و لا أَكْفَالِ‌


[1] حذف الياء من «العواوير» للضرورة و لم يهمز لأن الياء في نية الثبات، فكما كان لا يهمزها و الياء ثابتة كذلك لم يهمزها و الياء في نية الثبات.

[2] كذا بالأصل و التهذيب، و في اللسان: تكاد تعورهما، أي تفقؤهما.

[3] ضبطت في التهذيب و اللسان: تَعُورُ.

[4] في الصحاح: فيكاد يعورها.

[5] بالأصل «العور» و ما أثبت عن التهذيب.

[6] عن التهذيب و الديوان، و بالأصل «المزني» .

[7] في الصحاح: «كأنما» .

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 7  صفحة : 273
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست