و رَوَى الأَزهرِيُّ عن اليَزِيدِيّ: بَعِيْنِه ساهِكٌ و عائِرٌ ، و هُمَا من الرَّمَدِ. و قال اللَّيْث: العائرُ : غَمَصَة تَمُضُّ العَيْنَ كأَنَّمَا وَقَع فيها قَذًى، و هو العُوّارُ . قال: و عَيْنٌ عائِرَةٌ : ذاتُ عُوّارٍ ، و لا يُقَال في هََذا المعنَى: عارَتْ ، إِنّمَا يُقَال: عارَتْ إِذا عَوِرَتْ و قِيل: العائرُ : بَثْرٌ يكون في الجَفْنِ الأَسْفَلِ من العَيْْنِ، و هو اسمٌ لا مَصْدَر، بمَنْزِلَة الفالِج و الناعر و الباطِل، و ليس اسمَ فاعلِ و لا جارِياً على مُعْتَلٍّ، و هو كما تِاه مُعْتَلّ. و العائِرُ من السِّهام: ما لا يُدْرَى رامِيهِ و كذا من الحَجَارَة. و من ذََلك 16- الحدِيث : «أَنَّ رَجُلاً أصابَهُ سَهْمٌ عائِرٌ فقَتَلَه» . و الجمع العَوَائِرُ ، و أَنشد أبو عُبَيْدٍ:
أَخْشَى عَلَى وَجْهِكَ يا أَمِيرُ # عَوائِراً من جَنْدَلٍ تَعِيرُ
و في التَّهْذِيب في ترجمة «نسأ» : و أَنشد لمالِكِ بن زُغْبَةَ الباهِلِيّ:
قال ابنُ برّيّ: عَوائرُ نَبْلٍ، أَي جَماعَةُ سِهامٍ مُتَفَرِّقَة لا يُدْرَى من أَيْنَ أَتَتْ.
و عائِرُ العَيْنِ: ما يَمْلَؤُها من المالِ حتَّى يَكادَ يَعُورُها .
يُقَال: عَلَيْه من المالِ عائِرَةُ عَيْنِيْنِ، و عَيِّرةُ عَيْنَيْن ، بتَشْدِيدِ.
الياءِ المَكْسُورة، كِلاهُما عن اللّحْيَانيّ، أَي كَثْرةٌ تَمْلَأُ بَصَرَهُ. قال مرّة: أَي ما يَكادُ مِنْ كَثْرَتِه يَفْقأُ عَيْنَيْهِ. و قال الزمخشريّ: أَي بما يَملَؤُهما و يَكادُ يُعَوَّرهُما. و قال أَبو عُبَيْد: يُقَال للرَّجُل إِذا كَثُرَ مالُه: تَرِدُ على فُلان عائِرَةُ عَيْنٍ، و عائِرَةُ عَيْنَيْن، أَي تَرِد عليه إِبِلٌ كثيرةٌ كأَنّهَا من كثْرتها تَمْلأُ العَيْنَيْن حتَّى تكادَ تَعُورُها ، أَي تَفْقَؤُها [2] . و قال أَبو العبّاس:
معناه أَنّه مِنْ كَثْرَتها تَعِير فيها العَيْن. و قال الأَصمعيّ: أَصْلُذََلك أَنّ الرَّجلَ من العَرَبِ في الجاهلية كان إِذا بَلَغ إِبلُه أَلْفاً عارَ عَيْنَ بَعِير منها، فأَرادُوا بعائرَةِ العَيْنِ أَلْفاً من الإِبِل تُعَوَّرُ [3] عَيْنُ واحِدٍ منها. قال الجَوْهَرِيّ: و عنده من المالِ عائِرَةُ عَيْنٍ، أَي يَحارُ فيه البَصَر من كَثْرِتِه كأَنّه يَمْلأُ العَيْن فيَعُورُها [4] . و في الأَساسِ مِثْلُ ما قاله الأَصمعيّ.
و العُوَارُ ، مُثلَّثَةً ، الفَتْحُ و الضَّمُّ ذَكَرَهُما ابنُ الأَثير:
العَيْبُ يقال سِلْعَةٌ ذاتُ عَوَار ، أَي عَيْبٍ، و به فُسِّر 16- حَدِيثُ الزَّكاة : «لا يُؤْخَذُ في الصَّدَقَةِ هَرِمَةٌ و لا ذاتُ عَوَارٍ » .
و العَوَار [5] أَيضاً: الخَرْقُ و الشَّقُّ في الثَّوْبِ و البَيْتِ و نَحْوِهما. و قيل: هو عَيْبٌ فِيهِ-فلم يُعَيِّنْ ذََلك-قال ذو الرُّمةِ:
تُبَيِّنُ نِسْبَةَ المَرَئِيّ [6] لُؤْماً # كما بَيَّنْتَ في الأَدَمِ العَوَارَا
و العُوّارُ ، كرُمّانٍ : ضَرْبٌ من الخَطاطِيفِ أَسْوَدُ طَوِيلُ الجَنَاحَيْن. و عَمَّ الجَوْهَرِيُّ فقال: هو الخُطّافُ ، و يُنْشَد:
و العُوّار : اللَّحْم الذي يُنْزَع من العَيْنِ بَعدَ ما يُذَرّ عَلَيْه الذَّرُور ، و هُوَ من العُوّار ، بمَعْنَى الرَّمَصِ الّذِي في الحَدَقَةِ كالعَائِر ، و الجَمْعُ عَوَاوِيرُ ، و قد تَقَدّم. و العُوّار : الَّذِي لا بَصَرَ لَهُ في الطَرِيقِ و لا هِدايَةَ، و هو لا يَدُلُّ و لا يَنْدَلّ، كالأَعْوَر ؛ قاله الصاغانيّ. و في بعض النُّسخ: «بالطّرِيق» ، و مِثْلُه في التّكْمِلَة. و لو قال عِنْدَ ذِكْر معانِي الأَعْوَرِ :
«و الدَّلِيل السَيِّىءُ الدَّلالَة كالعُوّار» كان أَخْصَرَ. و العُوّارُ :
الضَّعِيفُ الجَبَانُ السَّرِيعُ الفِرَارِ، كالأَعْوَرِ بعد قوله:
«الضَّعِيفُ الجَبَانُ» فقال: «كالعُوَّار» كان أَخْصَرَ. ج عَواوِيرُ قال الأَعْشَى:
غَيْرُ مِيلٍ و لا عَواوِيرَ في الهَيْ # جا و لا عُزَّلٍ و لا أَكْفَالِ
[1] حذف الياء من «العواوير» للضرورة و لم يهمز لأن الياء في نية الثبات، فكما كان لا يهمزها و الياء ثابتة كذلك لم يهمزها و الياء في نية الثبات.
[2] كذا بالأصل و التهذيب، و في اللسان: تكاد تعورهما، أي تفقؤهما.