اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 7 صفحة : 272
العَوَرِ . و في الصّحاح عَوِرَتْ عَيْنُه و اعْوَرَّت ، إِذا ذَهَبَ بَصَرُها، و إِنّمَا صَحَّت الواو فيه لِصِحَّتها في أَصْله، و هو اعْوَرَّت لِسُكُون ما قَبْلَهَا ثم حُذِفَت الزَّوَائِدُ: الأَلِفُ و التَّشْدِيد، فبَقِيَ عَوِرَ يَدُلّ على أَنّ ذََلك أَصلُه مَجيءُ أَخواتِه على هذا: اسْوَدَّ يَسْوَدّ، و احْمَرَّ يَحْمَرّ، و لا يقال في الأَلْوَان غَيْرُه. قال: و كذََلك قِياسُه في العُيُوب: اعْرَجَّ و اعْمَيَّ، في عَرِجَ و عَمِيَ، و إِنْ لم يُسْمَعْ، ج عُورٌ و عِيرَان و عُورَانٌ . و قال الأَزهريّ: عَارَتْ عَيْنُه تَعارُ ، و عَوِرَتْ تَعْوَرُ ، و اعْوَرَّت تَعْوَرّ ، و اعْوَارّت تَعْوَارّ : بمعنًى واحد.
و عارَهُ يَعُورُهُ ، و أَعْوَرَهُ إِعْوَاراً و عَوَّرَهُ تَعْوِيراً : صَيَّرَهُ أَعْوَرَ . و في المحكم: و أَعْوَرَ اللََّه عَيْنَ فُلان و عَوَّرها . و رُبّمَا قالوا: عُرْتُ عَينَه [1] . و في تَهْذِيبِ ابن القَطّاع: و عَارَ عَيْنَ الرَّجُلِ عَوْراً ، و أَعْوَرَهَا : فَقَأَها، و عَارَتْ هي، و عَوَّرتُها أَنا، و عَوِرَتْ هي عَوَراً ، و أَعْوَرَتْ : يَبِسَتْ. و 16- في الخَبرَ : «الهَدِيَّةُ تَعُورُ عَيْنَ السُّلْطَانِ» . ثمّ قال: و أَعْوَرْتُ عينَه لغة، انتَهى.
يقولُ: مَنْ أَصابَها بعُوّار ؟ و يقال: عُرْتُ عَيْنَه أَعُورها ، و أَعارُها ، من العائر .
و الأَعْوَرُ : الغُرابُ ، على التَّشاؤُم به، لأَنَّ الأَعْوَر عندهم مَشْؤُومٌ. و قِيل: لِخِلافِ حالِه، لأَنّهم يقولونَ: أَبْصَرُ من غُراب. و قالُوا: إِنّما سُمِّيَ الغُرابُ أَعْوَرَ لِحدَّةِ بَصَرِه كما يُقَال للأَعْمَىََ أَبو بَصِيرٍ و للحَبَشِيّ أَبو البَيْضَاءِ و يُقَال للأَعْمَى: بَصيرٌ، و للأَعْوَرِ : الأَحْولُ و في التكملةِ و يُقال سُمِّيَ الغُرَاب أَعْوَرَ لأَنّه إِذا أَرادَ أَنْ يَصيحَ يُغمِّضُ عَيْنَيْه، كالعُوَيْرِ ، على تَرْخِيم التَّصْغِير. قال الأَزهريّ: سُمِّيَ الغُرَابُ أَعْوَر ، و يُصاحُ به فيُقَال: عُوَيْرُ ، و أَنشد:
و صِحاحُ العُيُونِ يُدْعَوْنَ عُورَا
و قِيلَ: الأَعْوَرُ : الرَّدِيءُ مِنْ كلِّ شَيْءٍ من الأُمورِ و الأَخْلاقِ، و هي عَوْرَاءُ . و الأَعْوَر أَيضاً: الضَّعِيفُ الجَبَانُالبَلِيدُ الَّذي لا يَدُلّ على الخَيْرِ و لا يَنْدَلُّ و لا خَيْرَ فيه ، قاله ابنُ الأَعرابيّ، و أَنْشد:
يَعْنِي بالجُثْمَان سَوادَ الليل و مُنْتَصَفَه. و قيل: هو الدَّلِيلُ السَّيِىءُ الدَّلالةِ الذي لا يُحْسِنُ يَدُلّ و لا يَنْدَلّ؛ قاله ابنُ الأَعْرَابِيّ أَيضاً، و أَنْشَد:
ما لَكَ يا أَعْوَرُ لا تَنْدَلُّ # و كَيْفَ يَنْدَلُّ امْرُؤُ عِثْوَلُ
و الأَعْوَرُ من الكُتُبِ: الدارِسُ ، كأَنَّه من العَوَر ، و هو الخَلَلُ و العَيْبُ. و من المَجَاز: الأَعْوَرُ : مَنْ لا سَوْطَ مَعَهُ ، و الجَمْع عُورٌ ؛ قاله الصاغانيّ. و الأَعْوَرُ : مَنْ لَيْسَ له أَخٌ من أَبَوَيْه و به فُسِّر ما 14- جاءَ في الحَدِيث لَمَّا اعْتَرَضَ أَبو لَهَب على النبيّ صلى اللّه عليه و سلّم عند إِظهارِ الدَّعْوَةِ، قال له أَبو طالِب: «يا أَعْوَرُ ، ما أَنتَ و هََذا؟» . لم يَكُنْ أَبو لَهَب أَعْوَرَ ، و لََكنّ العَرَب تقولُ لِلَّذِي لَيْسَ له أَخٌ من أُمّه و أَبِيه: أَعْوَرُ . و من المَجَاز:
الأَعْوَرُ : الَّذِي عُوِّرَ ، أَي قُبِّحَ أَمْرُه و رُدَّ و لم تُقْضَ حاجَتُه و لم يُصِبْ ما طَلَب ، و لَيْسَ مِنْ عَوَرِ العَيْن؛ قاله ابن الأَعرابيّ، و أَنْشَد للعَجّاج:
و عَوَّرَ الرَّحْمََنُ مَنْ وَلَّى العَوَرْ
و يُقَال: معناه: أَفْسَدَ من وَلاَّه و جَعَلَه وَليًّا لِلْعَوَر ، و هو قُبْحُ الأَمْرِ و فَسَادُه. و الأَعْوَرُ : الصُّؤابُ في الرَأْس، ج أَعاوِرُ ، نقله الصاغانيّ. و في الأَساس: رأْسه يَنْتَغِشُ أَعاوِرَ ، أَي صِئْباناً، الواحِدُ أَعْوَرُ . و من المَجَازِ: الأَعْوَرُ ، من الطَّرِيق [3] : الَّذِي لا عَلَمَ فيه ، يقال: طَرِيقٌ أَعْوَرُ ، كأَنَّ ذََلك العَلَم عَيْنُه، و هو مَثَلٌ. و في بعض النُّسخ: من الّطُرق.
و العائِر : كلُّ ما أَعَلَّ العَيْنَ فعَقَرَ ، سُمِّيَ بذََلك لأَنَّ العَيْنَ تُغْمَضُ له و لا يَتَمَكَّنُ صاحبُها من النَّظَر، لأَنَّ العَيْن كأَنّها تَعْوَرُ ، و قيل: العَائِرُ : الرَّمَدُ. و قيل: هو القَذَى في العَيْنِ، اسمٌ كالكاهِل و الغارِب، كالعُوّارِ ، كرُمّانٍ، و هو الرَّمَصُ
[1] في المصباح: عورت من باب تعب... و يتعدى بالحركة و التثقيل فيقال: عُرْتُها من باب قالَ.
[2] للراعي في ديوانه ص 107 عجز بيت بدون صدر، من قصيدة مطلعها: