responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 20  صفحة : 29

فإنَّما حرَّكَ الياءَ بالكَسْر للضَّرُورَةِ و رَدَّه إلى أَصْلِه، و جائِزٌ في الشِّعْرِ أَن يُرَدَّ إلى أصْلِه.

و قد غَنِيَتْ ، كرَضِيَ‌ غِنًى . و يقالُ: أَغْنَى عنه غَناءَ فُلانٍ‌ ، كسَحابٍ، و مَغْناهُ و مَغْناتَهُ ، و يُضمَّانِ‌ ، أي‌ نابَ عنه‌ ، كما في المُحْكم.

و في التَّهذيبِ و الصِّحاح: أَي‌ أَجْزَأَ عنْكَ‌ مُجْزَأَهُ‌ وَ مَجْزَأَهُ و مُجْزَاتَه.

و قالَ الرَّاغبُ: أَغْنَى عنه كذا إذا كَفَاهُ، و منه قولُه تعالى: مََا أَغْنى‌ََ عَنِّي مََالِيَهْ [1] ، و لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوََالُهُمْ* [2] .

و حَكَى الأزْهرِي: ما أَغْنَى فلان شيئاً بالعَيْن و الغَيْن:

أَي لم يَنْفَع في مُهمِّ و لم يَكْفَ مُؤْنَةً.

و قالَ أَيْضاً: الغَناءُ ، كسَحابٍ: الإجْزاءُ. و رجُلٌ مُغْنٍ :

أَي مُجْزٍ [3] كافٍ و سَمِعْتُ بعضَهم يُؤَنِّبُ عَبْدَه و يقولُ:

أَغْنِ عنِّي وَجْهَكَ بل شَرَّكَ، أَي اكْفِنِي شَرَّكَ و كُفَّ عنِّي شَرَّك، و منه قولُه تعالى: شَأْنٌ يُغْنِيهِ [4] ، أَي يَكْفِيه شُغْلُ نَفْسِه عن شُغْلِ غيرِهِ.

و يقالُ: ما فيه غَناءُ ذاك‌ [5] : أَي‌ إقامَتُه، و الاضْطِلاعُ به‌ [6] ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه.

و غَنِيَ بالمَكانِ، كَرَضِيَ: أَقام‌ به غِنًى .

و في التَّهذيبِ، غَنِيَ القوْمُ في دارِهِم: إذا طالَ مُقامُهم فيها.

و قالَ الراغبُ: غَنِيَ في مَكانِ كذا، إذا طالَ مُقامُه مُسْتَغْنِياً به عن غيرِهِ، و منه قولُه تعالى: كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا* [7] ، أَي لم يُقِيموا فيها. و غَنِيَ : أَي‌ عاشَ‌ ، نقلَهُ الجَوْهرِي.

و غَنِيَ : لَقِيَ‌ ، هكذا في النُّسخِ و لعلَّه بَقِيَ و سيَأْتي قرِيباً ما يُحقِّقُه.

و المَغْنَى : المَنْزِلُ الذي غَنِيَ به أَهْلُه ثم ظَعَنُوا عنه.

قالَ الرَّاغبُ يكونُ للمَصْدرِ و المَكانِ، و الجَمْعُ المغَانِي .

أَو عامٌ‌ ، أَي في مُطْلقِ المَنْزلِ، و كأَنَّه اسْتِعْمالٌ ثانٍ.

و غَنِيتُ لكَ مِنِّي بالموَدَّةِ و البِرِّ: أَي‌ بَقِيْتُ‌ ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه، و هذا يُحقِّقُ ما تقدَّمَ من قوْلِه: و غَنِيَ بَقِيَ‌ و قولُ الشَّاعِرِ:

غَنِيَتْ دارُنا تِهامَةَ في الدَّهَ # رِ و فيها بَنُو مَعَدِّ حُلُولا [8]

أَي‌ كانَتْ‌ ، و منه قولُ ابنِ مُقْبِل:

أَ أُمَّ تَمِيمٍ إن تَرَيْنِي عَدُوُّكُم # و بَيْتِي فقد أَغْنى الحبيبَ المُصافِيا [9]

أَي أَكونُ الحَبيبَ.

و قالَ الأزْهرِي: يقالُ للشي‌ء إِذا فَنِيَ كأَنْ لم يَغْنَ بالأمْسِ، أَي كأَنْ لم يَكُنْ.

و غَنِيَتِ المرْأَةُ بزَوْجِها غُنْياناً ، بالضَّمِّ، و غِنَاءً :

اسْتَغْنَتْ بهِ، و منه اشْتِقاقُ الغانِيَةِ ، و أَنْشَدَ الجَوْهرِي لقيْس ابن الخَطِيم:

أَجَدَّ بعَمْرة غُنْيانُها # فتَهْجُرَ أَمْ شانُنا شانُها؟ [10]

و الغِناءُ ، ككِساءٍ، من الصَّوْتِ: ما طُرِّبَ به‌ ، قالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْر:


[1] سورة الحاقة، الآية 28.

[2] سورة آل عمران، الآية 10 و 116، و سورة المجادلة، الآية 17.

[3] في التهذيب: مجزى‌ءٌ.

[4] سورة عبس، الآية 37.

[5] على هامش القاموس عن نسخة: أي.

[6] لفظة: «به» ليست في القاموس، و هي في نسخة أخرى أفاده على هامش القاموس.

[7] سورة الأعراف، الآية 92، و سورة هود، الآيات 68 و 95.

[8] اللسان منسوباً لمهلهل، و جزء من صدره من شواهد القاموس.

[9] اللسان.

[10] ديوانه ط بيروت ص 66 و انظر تخريجه فيه، و اللسان و الصحاح و المقاييس 4/398.

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 20  صفحة : 29
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست