responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 20  صفحة : 30

و عَجِبْتُ به أَنَّى يكونُ غِناؤُها [1]

و في الصِّحاح: الغِناءُ ، بالكسْرِ، من السماعِ.

و في النِّهايةِ: هو رَفْعُ الصَّوْتِ و موالاته.

و في المِصْباح: و قِياسُه الضَّم لأنَّه صَوْتٌ.

و الغَناءُ ، كسَماءٍ: رَمْلٌ‌ بعَيْنِه، هكذا ضَبَطَه الأزْهرِي، و أَنْشَدَ لذي الرُّمَّة:

تَنَطَّقْنَ من رمْلِ الغَناءِ و عُلِّقَتْ # بأَعْناقِ أُدْمانِ الظِّباءِ القَلائِدُ [2]

أَي اتَّخَذْنَ من رَمْلِ الغَناءِ أَعْجازاً كالكُثْبانِ، و كأَنَّ أَعْناقَهُنَّ أعْناقُ الظِّباءِ. و هو في كتابِ المُحْكم بالكَسْر مع المدِّ مَضْبوطٌ بالقَلَمِ، و أَنْشَدَ للرَّاعي:

لها خُصُورٌ و أَعْجازٌ يَنُوءُ بها # رَمْلُ الغِنَاءِ و أَعْلَى مَتْنِها رُودُ [3]

و غَنَّاهُ الشِّعْرَ، و غَنَّى به تَغْنِيَةً و تَغَنَّى به‌ بمعْنًى واحِدٍ، قالَ الشاعرُ:

تَغَنَّ بالشِّعْرِ إِمَّا كنتَ قائِلَه # إنَّ الغِناءَ بهذا الشِّعْرِ مِضْمارُ [4]

أَي: إنَّ التَّغَنِّي ، فوَضَعَ الاسْمَ مَوْضِعَ المَصْدرِ. و عليه حُمِلَ 14- قوْلُه صَلَى اللّه عليه و سلّم : «ما أَذِنَ اللّهُ لشي‌ءٍ كَإِذْنِهِ لنَبيِّ أَن يَتَغَنَّى بالقُرْآنِ» . قالَ الأزْهرِي: أَخْبَرنِي عبدُ الملِكِ البَغَوي عن الرَّبيعِ عن الشافِعِي أَنَّ مَعْناه تَحْزِينُ‌ [5] القِراءَةِ و تَرْقِيقُها، و يَشْهَدُ له 14- الحديثُ الآخَرُ : «زَيِّنُوا القُرْآنَ بأصْوَاتِكُم» . و به قالَ أَبو عُبيدٍ. و قالَ أَبُو العبَّاس: الذي حَصَّلْناه من حُفَّاظ اللغَةِ في هذا الحديثِ أَنَّه بمعْنَى الاسْتِغْناءِ ، و بمعْنَى التَّطْرِيبِ.

و في النهاية: قالَ ابنُ الأعْرابي كانتِ العَرَبُ تَتَغَنَّى بالرُّكْبانِ‌ [6] إذا رَكِبَتِ، و إذا جَلَسَتْ، فَأَحَبَّ النبيُّ صَلَى اللّه عليه و سلّم، أن يكونَ هِجِّيرَاهُم بالقُرآنِ مكانَ التَّغنِّي بالرُّكْبانِ‌ [1] .

و غَنَّى بالمرْأَةِ: تَغَزَّلَ‌ بها، أَي ذَكَرَها في شِعْرِه، قالَ الشاعرُ:

ألا غَنِّنا بالزَّاهِرِيَّة إِنَّني # على النَّأْي ممَّا أَن أُلِمَّ بها ذِكْرَا

و غَنَّى بزَيْدٍ: مَدَحَهُ، أَو هَجَاهُ، كتَغَنَّى فيهما ، أَي في المدْحِ و الهَجْوِ، و يُرْوَى أَنَّ بعضَ بَني كُلَيْب قالَ لجريرٍ:

هذا غَسَّانُ السَّلِيطِي يَتغَنَّى بنا أَي يَهْجُونا، قالَ جريرٌ:

غَضِبْتُم علينا أَمْ تَغَنَّيْتُم بنا # أَنِ اخْضَرَّ من بَطْنِ التِّلاعِ غَمِيرُها

قالَ ابنُ سِيدَه: و عنْدِي أنَّ الغَزَلَ و المَدْحَ و الهِجاءَ إنَّما يقالُ في كلِّ واحِدٍ منها غَنَّيْت و تَغَنّيْت بَعْدَ أن يُلَحَّنَ فيُغَنَّى به.

و غَنَّى الحَمامُ: صَوَّتَ‌ ، قالَ القُطامي:

خلا أنها ليست تغنى حمامة # على ساقها إلاّ ادَّكرتَ ربابا

و بَيْنَهُم أُغْنِيَّةٌ كأُثْفِيَّةٍ ، و عليه اقْتَصَرَ الجَوْهرِي، و يُخَفَّفُ‌ ، عن ابنِ سِيدَه، قالَ: و ليسَتْ بالقَوِيَّة إذ ليسَ في الكَلامِ أُفْعُله إلاَّ أُسْنُمة، فيمَنْ رَواهُ بالضمِّ.

*قُلْت: الضمُّ في أُسْنُمة رُوِيَ عن ثَعْلب و ابنِ الأعْرابي، و قد ذُكِرَ في محلِّه. و يُكْسَرانِ‌ ، نقلَهُ الصَّاغاني عن الفرَّاء: نَوْعٌ من الغِناءِ ، يَتَغَنّونَ به، و الجمْعُ الأغاني ، و به سَمَّى أَبو الفَرَج الأصْبَهاني كتابَهُ لاشْتِمالِه على تَلاحِين الغِناءِ ، و هو كِتابٌ جليلٌ اسْتَفَدْتُ منه كثيراً.

و تَغانَوْا : اسْتَغْنَى بعضُهم عن بعضٍ‌ ، و أَنْشَدَ الجَوْهَرِي للمُغِيرَة بنِ حَبْناء التَمِيمِي:


[1] اللسان و عجزه:

فصيحاً، و لم تفغر بمنطقها فما.

[2] ديوانه ص 127 و اللسان و التهذيب بفتح الغين، و في ياقوت:

«الغناء» نص على كسرها و ذكر بيت ذي الرمة.

[3] ديوانه ط بيروت ص 56 و ضبطت بفتحة و كسرة لفظة الغناء عنه، و فيه: رؤد بالهمز، و البيت في اللسان و التكملة و فيهما رؤد بالهمز، و في ياقوت بدون همزة.

[4] اللسان.

[5] في التهذيب و غريب الهروي كالأصل، و في اللسان و النهاية:

«تحسين» .

[6] في النهاية: «بالركباني» و بهامشها: هو نشيد بالمد و التمطيط.

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 20  صفحة : 30
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست