و اسْتَغْنَى اللّهَ تعالى: سَأَلَه أَنْ يُغْنِيَه ، و منه 16- الدُّعاءُ :
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْنِيك عن كلِّ حازِمٍ. و أَسْتَعِينُكَ.
و غَنَّاهُ [3] اللّهُ تعالى ، هو بالتَّشْدِيدِ كما هو ضَبْطُ المُحْكم، و أَغْناهُ حتى غَنِيَ : صارَ ذا مالٍ، و منه قوْلُه تعالى: وَ أَنَّهُ هُوَ أَغْنىََ وَ أَقْنىََ[4] .
و قيلَ غَنَّاهُ في الدُّعاءِ و أَغْناهُ في الخَبَرِ، و الاسْمُ الغُنْيَةُ ، بالضمِّ و الكَسْر، و الغُنْوَةُ ، هذه عن الكِسائي و قد مَرَّ، و الغُنْيانُ مَضْمُومَتينِ.
و الغَنِيُّ ، على فَعِيلٍ: ذُو الوَفْرِ ، أَي المَالِ الكَثِيرِ، و الجَمْعُ أَغْنياءُ ، و هو في القُرْآن و السُّنَّة كَثيرٌ مُفْرداً و جَمْعاً، كالغانِي ، و منه قولُ عَقِيل بن عَلْقمة [5] :
أَرَى المالَ يَغْشى ذا الوُصُومِ فلا تُرى # و يُدْعى من الأَشْرافِ ما كانَ غانِيا
و ما لَهُ عنه غِنًى ، بالكسْر، و لا مَغْنًى و لا غُنْيَةٌ و لا غُنْيانٌ ، مَضْمُومتينِ ، أَي بُدٌّ.
و الغانِيَةُ مِن النِّساءِ المرأةُ التي تُطْلَبُ هي، أَي يَطْلُبُها النَّاسُ، و لا تَطْلُبُ، أَو هي الغَنِيَّةُ بحُسْنِها و جَمالِها عن الزِّينةِ بالحَلْي و الحُلَلِ، أَو التي غَنِيَتْ ، أَي أَقامَتْ ببَيْتِ أَبَوَيْها و لم يَقَعْ عليها سِباءٌ ، بهذه أَغْرَبُها، و هي عن ابنِ جنِّيٍ أَو هي الشابّةُ العَفيفةُ ذاتُ زَوْجٍ ام لا ، هذه أَرْبَعةُ أَقْوالٍ، ذَكَرهنَّ ابنُ سِيدَه.
و قالَ الأزْهرِي: و قيلَ: هي التي تعجبُ الرِّجالَ و يعجبُها الشُّبّانُ.
و قالَ الجَوْهرِي: هي التي غَنِيَتْ بزَوْجِها، و أَنْشَدَ لجميلٍ: