اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 2 صفحة : 490
و هََذِه عن الصّاغَانيّ، لمَا فيه من الجَولاَنِ و الاضْطِرَاب:
فَرَّ، يكونُ ذََلك للإِنسان و غيرِه من أَنواع الحَيَوان.
و هَرَّبَ غَيْرَه تَهْرِيباً ، و هَرَّبْتُهُ أَنا.
و يقال: هَرَبَ مِن الوَتِدِ نصْفُهُ [في الأَرْض] [1] : أَي غابَ ، قال أَبو وَجْزَةَ [2] :
و مُجْنَأً كإِزاءِ الحَوْض مُنْثَلِماً # و رُمَّةً نَشبَتْ في هارِبِ الوَتِدِ
هََكذا وقع في عبارة أَئمّة اللُّغَة، و لا قَلقَ فيها كما زعمه شيخُنا، و ما صوَّبَهُ، لا يخلُو عن تأَمُّل.
و قال بعضُهُم: أَهْرَبَ فلانٌ، أَي أَغْرَقَ في الأَمْرِ ، من تهذيب ابن القَطَّاع.
و أَهْرَبَ : جَدَّ في الذَّهَاب مَذْعُوراً ، أَو غيرَ مذعور.
و قال اللِّحْيَانيُّ: يكون ذََلك للْفَرَس و غيره ممّا يَعْدُو. و قال مَرَّةً: جاءَ مُهْرِباً : أَي جادًّا في الأَمر. و قيل: جاءَ مُهْرِباً إِذا أَتاكَ هارباً فَزِعاً. قلتُ: و عليه اقتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ.
و أَهْرَبَت الرِّيحُ: سَفَتْ ما على وجه الأَرض من التُّراب و القَمِيمِ و غيرِه.
و أَهْرَبَ فُلانٌ فُلاناً : إِذا اضْطَرَّهُ إِلى الهَرَب .و قال الأَصْمَعِيُّ في نَفْي المالِ [3] : مَالَهُ [4] هَارِبٌ ، و لا قارِبٌ: أَي صَادرٌ عن الماءِ، و لا وارِدٌ إِليه. و قال اللِّحيانيُّ:
معناهُ أَي مالهُ شَيْءٌ و مالهُ قَوْمٌ؛ قال: و مثلُهُ: مالَهُ سَعْنَةٌ، و لا مَعْنَةٌ. و عن ابْنِ الأَعْرَابيّ: الهاربُ : الّذي صدر عن الماءِ، و القارِبُ: الّذي يَطْلُبُ الماءَ، أَو مَعْنَاهُ: لَيْسَ [5] أَحَدٌ يَهْرُبُ مِنْهُ، و لا أَحَدٌ يَقْرُبُ إِلَيْه ، أَي: فَلَيْسَ هو بِشَيْءٍ. و في بعض النَسَخ: شيء، من غير مُوَحَّدَة، و هو أَحدُ أَقوالِ الأَصمعيّ. و المَيْدانِيُّ نَسَبَ القولَ الأَوَّلَ للخليل، و قد تَقَدَّم بعضٌ من ذََلك في ق ر ب، فَلْيُرَاجَعْ و 16- في الحديث :
قال لَه رجلٌ: «ما لي و لعيالِي هارِبٌ و لا قارِبٌ غَيْرُها». أَي: مالِي صادرٌ عن الماءِ و لا وَارِدٌ سواها، يعني ناقَتَهُ.
و عن ابن الأَعْرَابيّ: يُقالُ: هَرِبَ الرَّجُلُ، كَفَرِحَ : إِذا هَرِمَ ، الميمُ لُغَةٌ في البَاءِ.
و من المجاز: ضَرَبَه فبدا هُرْبُ بَطْنه. الهُرْبُ ، بالضَمِّ:
ثَرْبُ البَطْن هو، بفتح المثلَّثَة فالسّكون، يَمَانيَةٌ، هنا مَحَلُّ ذِكْره، و قد صَحَّفَه الزَّمَخْشَريُّ فقال: هُدْبُ بطنه، بالدّال.
و قد سبقتِ الإِشارة إِليه.
و المِهْرَبُ ، كمنْبَر: خَشَبةٌ يُقْبِلُ بها الزَّرّاع في حَرْثه، و يُدْبِرُ نقلَه الصّاغانيُّ.
و الهَاربِيَّةُ: مُوَيْهَةٌ لبني هاربَةَ بْن ذُبْيانَ بْن بَغيضِ بْنِ رَيْث بْن غَطَفانَ، و هم هارِبَةُ البَقْعاءِ إِخوةُ سَعْد و فَزارَةَ. و في المعارف، لاِبْن قتَيْبَةَ: و قد بادَتْ هاربَةُ ، إِلاَّ بَقِيَّةً يَسيرةً في بني سَعْد. و في المُعْجَم: قال بشْرُ بنُ أَبي خازِم:
و لم نهلكْ لمُرَّةَ إِذْ تَوَلَّوْا # و سارُوا سَيْرَ هَارِبَةٍ فَغَادُوا [6]
و ذََلك لحرب كانت بينَهُمْ، فرَحَلُوا من غَطَفانَ، فَنَزَلُوا في بني ثَعْلَبَةَ بْن سَعْد، فعدادُهُم اليَوْمَ فيهم، و هم قليلٌ.
قال هشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الكَلْبِيُّ: لم أَرَ هَارِبِيّاً قَطُّ.
و سَمَّوْا هَرَّاباً ، و مُهْرِباً ، كشَدَّاد و مُحْسن. *و مما يُسْتدرَكُ عليه:
فلانٌ لنا مَهْرَبٌ ، و إِليك منك المَهْرَبُ . و المَهْرَبُ :
مَوضعُ الهَرَب ، و أَهْرَبَ الرَّجُلُ: إِذا أَبعَدَ في الأَرْض، و ساحَ في الأَرْض و هَرَبَ فيها، بالفتح، و هَرُوبُ : من قُرَى صَنْعَاءَ باليَمَن. كذا في المُعْجَم.
هرجب [هرجب]:
الهِرْجابُ ، بالكَسْر، و الهِرْجَبُّ ، كقِرْشَبٍ ؛ الأَخيرُ عن الصَّاغانيّ: الطَّوِيلُ من النّاس و غَيْرِهِم ، و من الإِبِل: الطَّوِيلةُ الضَّخْمَةُ، كالهِرْجال، و الجَمْعُ: الهَراجيبُ ، و الهَرَاجيلُ. و الهِرْجَابُ [7] : العَظيمُ الضَّخْمُ من كلِّ شيْءٍ،