و يُقَال إِبلٌ مَهَاذيبُ : أَي سِرَاعٌ في سَيرها، و قال رُؤْبَةُ:
صَوَادقَ العَقْب مَهاذِيبَ الوَلَقْ
و يقال: ما في مَوَدَّتِه هَذَبٌ : الهَذَبُ ، مُحَرَّكَةً: الصَّفاءُ، و الخُلُوصُ قال الكُمَيْتُ:
مَعْدنُكَ الجَوْهَرُ المُهَذَّبُ ذُو الإِبْ # ريز بَخٍّ ما فَوْقَ ذا هَذَبُ [2]
و الهَيْذَبَى : الهَيْدَبَى ، و هو ضَرْبٌ من مَشْيِ الخَيْلِ. اسمٌ من هَذَبَ ، يَهْذِبُ : إِذا أَسرعَ في السَّيْر، و قد تقدمَ. هََكذا أَورده الأَزهريُّ في التهْذيب بالذّال المعجمة، كما هو صَنيعُ الجوهريّ، و اقتصر ابْنُ دُرَيْد في الجمهرة على ذكْرِهما في الدّالِ المُهْمَلَة، و ذكرهما في الموضعين ابْنُ فارس في المُجْمَل، و ابْنُ عَبّاد في المُحِيطِ، و إِيّاهُمَا تَبِعَ المصنِّفُ.
و قال ابْنُ الأَنْبَارِيّ: الهَيْذَبَى : أَنْ يَعْدُوَ في شِقٍّ، و أَنشدَ:
و رواهُ بعضُهم: مَشَى الهِرْبِذَى [4] و هو بمنزلة الهَيْذَبَى .
و من المَجَاز: رَجُلٌ مُهَذَّبٌ : أَي مُطَهَّرُ الأَخْلاقِ. و في اللِّسان: المُهَذَّبُ من الرِّجال: المُخَلَّصُ النَّقيُّ من العُيوب. و قد تقدَّم بيانُ أَصل التَّهْذِيب . *و مما يُستدرَكُ عليه:
التَّهْذِيبُ في القدْح: العَمَلُ الثانِي، و التَّشْذِيبُ: الأَوَّلُ، قاله أَبو حنيفةَ، و قد تقدَّمَتِ الإِشارة إِليه في ش ذ ب.
و حَمِيمٌ هَذِبٌ : هو علَى النَّسَب، أَي: ذُو أَهْذَابٍ [5] ، و قد جاءَ في قول أَبي العِيال[و يحمله حميم أَريحيٌ صادقٌ هذبُ ] [6] .
و عن الفَرَّاءِ: المُهْذِبُ : السَّرِيعُ، و هو من أَسماءِ الشَّيْطَانِ، و يُقالُ له: المُذْهِبُ، أَي المُحَسِّن للمعاصي، و قد تقدّم في موضعه.
و هَذَّبَ عنها: فَرَّقَ، قاله السُّكَّريّ و أَنشدَ لبعضِ الهُذَلِيِّينَ:
فهَذَّبَ عَنْهَا ما يَلِي البَطْنَ و انْتَحَى # طَرِيدةَ مَتْنٍ بَيْنَ عَجْبٍ و كاهِلِ
هذرب [هذرب]:
الهذْرَبَةُ : أَهمله الجوهريُّ، و قال الصاغانيّ عن ابنِ دُرَيْد: هو كَثْرَةُ الكَلام في سُرْعَة ، لغةٌ في الهَذْرَمَة، أُبدِلَت الميمُ باءً، أَو لُثْغَةٌ. و هذِهِ هُذَيْرِباهُ بالضَّمّ و فتح الثّاني و كسر الرّاءِ، كما تقول: و هََذه هِجِّيراهُ: أَي: عادَتُه ، عن الفراءِ.
و الهُذْرُبَانُ ، كعُنْفُوان : الرَّجُلُ الخَفيفُ في كَلامه و خِدْمَتِهِ ، و السَّرِيعُ فيهما. نقله الصّاغانيُّ.
هذلب [هذلب]
الهَذْلَبَةُ : أَهمله الجوهَرِيُّ، و قال ابْنُ دُرَيْد:
هو الخفَّةُ و السُّرْعَةُ قال شيخُنا: صَرَّح غيرُ واحد، منهم ابْنُ دُرَيْد، بأَنَّهَا لُثْغَةٌ في هَذْرمَة، أَبدلوا الرّاءَ لاماً و المِيمَ مُوَحَّدَةً، و لذا أَغفلها الجوهريُّ كغيره من أَئمة اللُّغَة.
هرب [هرب]
هَرَبَ ، يَهْرُبُ ، هَرَباً بالتَّحْريكِ من باب:
نَصَرَ، كما تَدُلُ عليه قاعدةُ إِطلاقه، و هو الصَّحيح و اغْتَرَّ بعضٌ بالمصدرِ المُحَرَّك، فقال: إِنّه من باب فَرِحَ، و آخرونَ إِنَّه من باب فَتَحَ، لوُجُود حرفِ الحَلْق، و جَهلَ أَنّ حرف الحَلْق إِذا كان في أَوّله، فإِنّه لا يُعْتَدُّ بِه؛ و آخرونَ أَنّه من باب ضَرَبَ، و الصَّحيحُ الأَوَّلُ، وَ مَهْرَباً ، كطَلَبَ طَلَباً و مَطْلَباً، هو مصدرٌ مِيمِيٌّ، كمَقْعَد، و هَرَباناً بالتّحْرِيك،
[1] في الأصل: «مهذب الماء شاجر»و ما أثبتناه عن التهذيب.
[2] التهذيب. و بهامش المطبوعة المصرية: قوله ذو الابريز الخ كذا بخطه و الذي في التكملة ذو الأنْضر و هو جمع نضير بمعنى الذهب و لفظ بخ مذكور في التكملة مرتين و به يستقيم وزن الشطر الثاني من البيت.
[3] مرّ في هدب و هو لامرئ القيس. و في التهذيب هذب: قرقرا بقافين.