و في التَّهذيب: أَهْدَب الشَّجَرُ: إِذا خَرَج هُدْبُه .
و ذكر الجوهريُّ و ابْنُ منظورٍ هنا، الهِنْدَبَ و الهنْدَبَا ، و سيأْتي في كلام المصنِّف فيما بعدُ.
و في الأَساسِ، في المَجَاز: و ضَرَبَه، فبَدَا هُدْبُ بَطْنِه، أَي: ثَرْبُهُ، هََكذا وجَدتُه، و هو خطأٌ، و صوابُه: هُرْب، بالرّاءِ، كما سيأْتي في موضعه.
هذب [هذب]:
هذَبَهُ ، يَهْذِبُه ، هَذْباً : قَطَعهُ ، كَهَدبَهُ، بالدّال المُهْملة، و لم يذكُرْه ابْنُ منظور و الجوْهَرِيُّ، و هو في الأَساس [3] .
و هَذَبَه : نَقَّاهُ ، في الصَّحاح: التَّهْذيبُ كالتَّنقية و أَخْلَصَهُ، و قيل: أَصْلَحَهُ ، هذَبَهُ ، يَهْذِبُهُ ، هَذْباً ، كهَذَّبَهُ تَهذيباً .
و هَذَبَ النَّخْلَةَ: نَقَّى عَنْهَا اللِّيفَ. قال شيخُنا، نقلاً عن أَهل الاشتقاق: أَصلُ التَّهْذيبِ و الهَذْبِ : تَنْقيَةُ الأَشجارِ بقَطْع الأَطراف، تَزيدُ [4] نُمُوًّا و حُسْناً، ثمّ استعملوه في تنقيةِ كلّ شَيءٍ و إِصلاحه و تخليصه من الشّوَائب، حتَّى صار حقيقةً عُرْفيَّةً في ذلك، ثمّ استعملوه في تَنْقيحِ الشِّعْرِ و تَزْيينه و تَخْلِيصه ممّا يَشينُهُ عندَ الفُصَحاءِ و أَهْل اللِّسَان. انتهى. قلتُ. و الصَّحيحُ ما في اللِّسَان: أَنّ أَصلَ التَّهْذيب تنقيةُ الحنظل من شَحْمه، و مُعَالَجَةُ حَبِّه، حتّى تَذْهَبَ مَرارتُه، و يَطيبَ[لآكله] [5] ؛ و منه قولُ أَوْس:
و هَذَبَ الشَّيْءُ ، يَهْذِبُ ، هَذْباً : سالَو هَذَبَ الرَّجُلُ في مَشْيِه، و غَيْرُهُ كالفَرَس في عَدْوِه، و الطَّائر في طَيرانه، يَهْذِبُ ، هَذْباً بفتح فسكون، و هَذَابَةً ، كسَحابَة: أَسْرَعَ، كأَهْذَبَ إِهْذَاباً ، و هَذَّبَ تَهْذِيباً ، كلّ ذََلك من الإِسْرَاع. و 16- في [6] حديث سرِيَّة عبد اللََّه بْنِ جَحْش [6] :
«إِنِّي أَخْشَى عليكم الطَّلَبَ، فهَذِّبُوا ». أَي: أَسْرعُوا السَّيْرَ، و 16- في حديث أَبي ذَرٍّ : «فجَعَلَ يُهْذبُ الرُّكُوعَ». أَي: يُسْرِعُ فيه، و يُتَابَعُهُ.
و أَمّا قولُه: هاذَبَ ، فقد حكاه يعقوبُ، قالَ: الطَّيْرُ يُهاذِبُ في طَيَرانه: أَي يَمُرُّ مَرًّا سريعاً؛ و هََكذا أَنشدَ بيتَ أَبي خِراش:
و الَّذي قرأْتُ في ديوان شعره: فهو مُهابِذٌ [7] . قال لي الأَصمعيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبي طَرَفة يُنْشِدُ: مُهابِذٌ، و إِنَّما أَرادَ: مُهاذبُ ، فَقَلَبَهُ، فقال: مُهابِذٌ، يُقال: يهذب [8] إِذا عدا عَدْواً شديداً. و قد سمَعْتُ غيرَه يقولُ: مُهابِذٌ، أَي:
جادٌّ. انتهى.
و الإِهذابُ ، و التَّهْذِيبُ : الإِسراعُ في الطَّيَرَانِ، و العَدْوِ، و الكلامِ؛ قال امرُؤُ القَيْس:
فلِلسّاق أُلْهُوبٌ و للسَّوْط دِرَّةٌ # و للزَّجْر منهُ وقْعُ أَخْرَجَ مُهْذِبِ
و وَجدْتُ في الهامش: كان في المَتْن بخطِّ أَبي سَهْل:
و للزَّجْر منه وَقْعُ أَخْرجَ مُهْذبِ
[1] كذا بالأصل و اللسان، و في التهذيب: و القَبَلُ.
[2] في الأصل «صحراء فائده»و ما أثبتناه عن اللسان. و بهامش المطبوعة المصرية: «قوله فائده كذا بخطه و الذي في اللسان في مادة ملح فائره و هو الصواب. قال فيه بعد إنشاء البيت: يعني البحر شبه السراب به».