responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 2  صفحة : 488

و فَرَسٌ هَدِبٌ : طويلُ شَعَر النّاصِيَة.

و الهُدْبَانُ من جياد الخيلِ عندَهم، و ينقَسمُ إِلى بيوت.

قالَ الأَزهريُّ: و العَبَلُ‌ [1] ، مثلُ الهَدَبِ سواءٌ.

و الأَهْدَابُ -في قول أَبي ذُؤَيْبٍ:

يَسْتَنُّ في عُرُض الصَّحْرَاءِ فائرُهُ‌ [2] # كَأَنَّهُ سَبِطُ الأَهْدَابِ مَمْلُوحُ‌

الأَكْتَافُ، قاله ابْنُ سيدَهْ، و أَنكره.

و في التَّهذيب: أَهْدَب الشَّجَرُ: إِذا خَرَج هُدْبُه .

و ذكر الجوهريُّ و ابْنُ منظورٍ هنا، الهِنْدَبَ و الهنْدَبَا ، و سيأْتي في كلام المصنِّف فيما بعدُ.

و في الأَساسِ، في المَجَاز: و ضَرَبَه، فبَدَا هُدْبُ بَطْنِه، أَي: ثَرْبُهُ، هََكذا وجَدتُه، و هو خطأٌ، و صوابُه: هُرْب، بالرّاءِ، كما سيأْتي في موضعه.

هذب [هذب‌]:

هذَبَهُ ، يَهْذِبُه ، هَذْباً : قَطَعهُ‌ ، كَهَدبَهُ، بالدّال المُهْملة، و لم يذكُرْه ابْنُ منظور و الجوْهَرِيُّ، و هو في الأَساس‌ [3] .

و هَذَبَه : نَقَّاهُ‌ ، في الصَّحاح: التَّهْذيبُ كالتَّنقية و أَخْلَصَهُ، و قيل: أَصْلَحَهُ‌ ، هذَبَهُ ، يَهْذِبُهُ ، هَذْباً ، كهَذَّبَهُ‌ تَهذيباً .

و هَذَبَ النَّخْلَةَ: نَقَّى عَنْهَا اللِّيفَ. قال شيخُنا، نقلاً عن أَهل الاشتقاق: أَصلُ التَّهْذيبِ و الهَذْبِ : تَنْقيَةُ الأَشجارِ بقَطْع الأَطراف، تَزيدُ [4] نُمُوًّا و حُسْناً، ثمّ استعملوه في تنقيةِ كلّ شَي‌ءٍ و إِصلاحه و تخليصه من الشّوَائب، حتَّى صار حقيقةً عُرْفيَّةً في ذلك، ثمّ استعملوه في تَنْقيحِ الشِّعْرِ و تَزْيينه و تَخْلِيصه ممّا يَشينُهُ عندَ الفُصَحاءِ و أَهْل اللِّسَان. انتهى. قلتُ. و الصَّحيحُ ما في اللِّسَان: أَنّ أَصلَ التَّهْذيب تنقيةُ الحنظل من شَحْمه، و مُعَالَجَةُ حَبِّه، حتّى تَذْهَبَ مَرارتُه، و يَطيبَ‌[لآكله‌] [5] ؛ و منه قولُ أَوْس:

أَ لَمْ تَرَيا إِذْ جِئْتُمَا أَنَّ لَحْمَها # بهِ طَعْمُ شَرْيٍ لَمْ يُهَذَّبْ و حَنْظَلِ‌

و هَذَبَ الشَّيْ‌ءُ ، يَهْذِبُ ، هَذْباً : سالَ‌ و هَذَبَ الرَّجُلُ‌ في مَشْيِه، و غَيْرُهُ‌ كالفَرَس في عَدْوِه، و الطَّائر في طَيرانه، يَهْذِبُ ، هَذْباً بفتح فسكون، و هَذَابَةً ، كسَحابَة: أَسْرَعَ، كأَهْذَبَ إِهْذَاباً ، و هَذَّبَ تَهْذِيباً ، كلّ ذََلك من الإِسْرَاع. و 16- في‌ [6] حديث سرِيَّة عبد اللََّه بْنِ جَحْش‌ [6] :

«إِنِّي أَخْشَى عليكم الطَّلَبَ، فهَذِّبُوا ». أَي: أَسْرعُوا السَّيْرَ، و 16- في حديث أَبي ذَرٍّ : «فجَعَلَ يُهْذبُ الرُّكُوعَ». أَي: يُسْرِعُ فيه، و يُتَابَعُهُ.

و أَمّا قولُه: هاذَبَ ، فقد حكاه يعقوبُ، قالَ: الطَّيْرُ يُهاذِبُ في طَيَرانه: أَي يَمُرُّ مَرًّا سريعاً؛ و هََكذا أَنشدَ بيتَ أَبي خِراش:

يُبادِرُ جُنْحَ اللَّيْلِ فهْوَ مُهاذِبٌ # يَحُثُّ الجَنَاحَ بالتَّبَسُّط و القَبْضِ‌

و الَّذي قرأْتُ في ديوان شعره: فهو مُهابِذٌ [7] . قال لي الأَصمعيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبي طَرَفة يُنْشِدُ: مُهابِذٌ، و إِنَّما أَرادَ: مُهاذبُ ، فَقَلَبَهُ، فقال: مُهابِذٌ، يُقال: يهذب [8] إِذا عدا عَدْواً شديداً. و قد سمَعْتُ غيرَه يقولُ: مُهابِذٌ، أَي:

جادٌّ. انتهى.

و الإِهذابُ ، و التَّهْذِيبُ : الإِسراعُ في الطَّيَرَانِ، و العَدْوِ، و الكلامِ؛ قال امرُؤُ القَيْس:

فلِلسّاق أُلْهُوبٌ و للسَّوْط دِرَّةٌ # و للزَّجْر منهُ وقْعُ أَخْرَجَ مُهْذِبِ

و وَجدْتُ في الهامش: كان في المَتْن بخطِّ أَبي سَهْل:

و للزَّجْر منه وَقْعُ أَخْرجَ مُهْذبِ


[1] كذا بالأصل و اللسان، و في التهذيب: و القَبَلُ.

[2] في الأصل «صحراء فائده»و ما أثبتناه عن اللسان. و بهامش المطبوعة المصرية: «قوله فائده كذا بخطه و الذي في اللسان في مادة ملح فائره و هو الصواب. قال فيه بعد إنشاء البيت: يعني البحر شبه السراب به».

[3] لم يرد هذا المعنى في الأساس.

[4] بهامش المطبوعة المصرية: قوله تزيد لعله لتزيد.

[5] زيادة عن اللسان.

[6] في التهذيب: و في بعض الأخبار.

[7] و مثله في التهذيب (هبذ) .

[8] بهامش المطبوعة المصرية: «قوله يهذب لعله: هذب يهذب.

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 2  صفحة : 488
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست