responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 137

إِنَّ بَنِيَّ صِبْيَةٌ صَيْفِيُّونْ # أَفْلَحَ مَنْ كانَ لَهُ رِبْعِيُّونْ [1]

قالَ: فجَعَلَ الصَّيْفَ بَعْدَ الرَّبِيع الأَوّل.

و حَكَى الأَزْهَرِيّ عن أَبِي يَحْيَى بنِ كُنَاسَةَ في صِفَةِ أَزْمِنَةِ السَّنَةِ و فُصُولها-و كانَ عَلاَّمَةً بِهَا-: أَنَّ السَّنَةَ أَرْبَعَةُ أَزْمِنَةٍ:

الرَّبِيعُ الأَوَّلُ، و هو عِنْدَ العامَّةِ الخَرِيف، ثُمَّ الشِّتِاءُ، ثم الصَّيْفُ، و هو الرَّبِيعُ الآخِرُ، ثُمَّ القَيْظُ. و هََذا كُلُه قَوْلُ العَرَبِ في البادِيَة، قالَ: و الرَّبِيعُ [الأَول‌] [2] الذي هو الخَرِيف عِنْدَ الفُرْس يَدْخُل لِثَلاثَةِ أَيّامٍ مِنْ أَيْلُولَ. قالَ:

و يَدْخُلُ الشِّتاءُ لِثَلاَثَةِ أَيّامٍ مِنْ كَانُونَ الأَوّلِ، و يَدْخُل الصَّيْفُ الَّذِي هُوَ- الرَّبِيعُ عِنْدَ الفُرْسِ-لِخَمْسَةِ أَيّامٍ تَخْلُو مِن آذار. و يَدْخُلُ القَيْظُ-الَّذِي هو الصَّيْفُ عِنْدَ الفُرُسِ- لِأَرْبَعَةِ أَيّامٍ تَخْلُو مِن حَزِيرَانَ.

قال أَبو يَحْيَى: و رَبِيعُ أَهْلِ العِرَاق مُوافِقٌ لِرَبِيعِ الفُرْسِ، و هُوَ الَّذِي يَكُونُ بَعْدَ الشِّتَاءِ، و هو زَمانُ الوَرْدِ، و هو أَعدَلُ الأَزْمِنَةِ [3] . قال: و أَهْلُ العِرَاقِ يُمْطَرُونَ في الشِّتَاءِ كُلِّهِ، و يخْصِبُونَ في الرَّبِيعِ الَّذِي يَتْلُو الشِّتَاءِ. و أَمّا أَهْلُ اليَمَنِ فإِنَّهُمْ يُمْطَرُونَ في القَيْظِ و يُخْصِبُون فِي الخَرِيفِ الَّذِي تُسَمِّيهِ العَرَبُ الرَّبِيعَ الأَوَّل.

قالَ الأَزْهَرِيّ: و إِنَّمَا سُمِّيَ فَصْلُ الخَرِيفِ خَرِيفاً، لأَنَّ الثِّمَارَ تُخْتَرَفُ فِيهِ، و سَمَّتْهُ العَرَبُ رَبِيعاً ، لوقُوعِ أَوَّل المَطَرِ فيه.

و قالَ ابنُ السِّكِّيت: رَبِيعٌ رَابِعٌ ، أَيْ‌ مُخْصِبٌ، النِّسْبَةُ رَبْعِيٌّ ، بالكَسْرِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، و مِنْهُ قَوْلُ سَعْدِ بنِ مالِكٍ الَّذِي تَقَدَّمَ:

أَفْلَحَ مَنْ كَانَ لَهُ رِبْعِيُّون

و رِبْعِيُّ بنُ أَبِي رِبْعِيٍّ . قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: اسْمُ أَبِي رِبْعِيّ رَافِعُ بنُ الحَارِثِ بنِ زَيْدٍ بنِ حارِثَةَ البَلَوِيّ، حَلِيفُ الأَنْصَارِ، شَهِدَ بَدْراً. و رِبْعِيُّ بنُ رَافِعٍ‌ هو الَّذِي تَقَدَّم ذِكْرُهُ و رِبْعِيُّ بنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيّ بَدْرِيٌّ، و رِبْعِيٌّ الأَنْصَارِيّ‌ الزُّرَقِيُ‌ ، الصَّوابُ فِيه رَبِيعٌ : صَحَابِيُّون‌ ، رَضِيَ اللََّه عَنْهم و رِبْعِيُّ بنُ حِرَاش‌ [4] : تابِعِيٌ‌ يُقَالُ: أَدْرَكَ الجَاهِلِيَّةَ، و أَكْثَرَ الصَّحَابَة، تَقَدَّمَ ذِكْرُه فِي «ح ر ش» و كَذا ذِكْرُ أَخَوَيْهِ مَسْعُود و الرَّبِيع . رَوَى مَسْعُودٌ عَنْ أَبِي حُذَيْفَةَ، و أَخُوه رَبِيعٌ هُوَ الَّذِي تَكَلَّمَ بَعْدَ المَوْتِ، فكانَ الأَوْلَى ذِكْرَهُ عندَ أَخِيهِ، و التَّنْوِيهَ بشَأْنِهِ لأَجْلِ هََذِه النُّكْتَةِ، و هو أَوْلَى مِن ذِكْرِ مِرْبَع بأَنَّه كانَ أَعْمَى مْنَافِقاً. فتَأَمَّلْ.

و رِبْعِيَّةُ القَوْم: مِيرَتُهم أَوَّلَ الشِّتَاءِ ، و قِيلَ: الرِّبْعِيَّة : مِيرَةُ الرَّبِيع ، و هي أَوَّلُ المِيرِ، ثمّ الصَّيْفِيّةُ، ثمّ الدّفَئِيَّة، ثم الرَّمَضِيَّةُ.

و جَمْعُ الرَّبَيعِ : أَرْبِعاءُ ، و أَرْبِعَةٌ مِثْلُ: نَصِيبٍ، و أَنْصِبَاءَ، و أَنْصِبَةٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُ‌ و يُجْمَعُ أَيْضاً عَلَى‌ رِبَاعٍ ، عَن أَبِي حَنِيفَةَ، أَوْ جَمْعُ رَبِيعِ الكَلإِ أَرْبِعَةٌ ، و جَمْعُ‌ رَبِيعِ الجَدَاوِلِ‌ جَمْع جَدْولٍ، و هو النَّهْرُ الصَّغِيرُ، كما سَيَاتِي للمُصَنِّفِ‌ أَرْبِعاءُ و هََذا قَوْلُ ابن السِّكِّيت، كَما نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، و منه 16- الحَدِيث : «أَنَّهُمْ كانُوا يُكْرُون الأَرْضَ بِما يَنْبُتُ عَلَى الأَرْبِعاءِ ، فنُهِيَ عن ذََلِكَ» . أَي كانوا يَشْتَرِطُونَ‌ [5]

على مُكْتَرِيها ما يَنْبُتُ عَلَى الأَنْهَارِ و السَّوَاقِي. أَمّا إكْرَاؤُهَا بدَرَاهِم أَو طَعَامٍ مُسَمًّى، فَلا بَأْسَ بِذََلِكَ. و 16- في حَدِيثٍ آخَرَ : «أَنَّ أَحَدَهُمْ كَان يَشْتَرِطُ ثَلاثَةَ جَدَاوِلَ، و القُصارَةَ، و ما سَقَى الرَّبِيع ، فنُهُوا عَنْ ذََلِكَ» . و 16- في حَدِيثِ سَهْل بنِ سَعْدٍ :

«كانَتْ لَنَا عَجُوزٌ تأْخُذ من أُصُولِ سِلْقٍ كُنَّا نَغْرِسُه عَلَى أَرْبِعائِنا » .

و يَوْمُ الرَّبِيعِ : من أَيّام الأَوْسِ و الخَزْرَج‌ ، نُسِبَ إِلَى مَوْضِع بالمَدِينَة من نَوَاحيها. قال قَيْسُ بنُ الخَطِيمِ:

و نَحْنُ الفَوارِسُ يومَ الرَّبِيـ # ـعِ قد عَلِمْوا كيف فُرْسانُها

و أَبو الرَّبِيعِ : كُنْيَةُ الهُدْهُدِ ، لأَنَّهُ يَظْهَرُ بظُهُورِهِ، و كُنْيَةُ جَمَاعَةٍ من التّابِعِين و المُحَدِّثين، بَلْ 14- و في الصَّحَابَةِ رَجُلٌ اسْمُه أَبُو الرَّبِيعِ ، و هو الَّذِي اشْتَكَى فعادَهُ النَّبِيُّ صلّى اللََّه عليه و سلّم و أَعْطَاهُ خَمِيصَةً. أَخْرَجَ حَدِيثَهُ النَّسَائِي


[1] نوادر أبي زيد و نسبهما لأكثم بن صيفي.

[2] زيادة عن التهذيب.

[3] الأصل و اللسان و في التهذيب: أعدل الآونة. و زيد فيه: تقطع العروق و يشرب الدواء.

[4] في أسد الغابة «خراش» بالخاء المعجمة.

[5] العبارة في النهاية و اللسان: كانوا يُكرُون الأرض بشي‌ء معلوم و يشترطون بعد ذلك على مكتريها...

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 137
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست