قال الصّاغَانِيّ: و كِلْتَا الرِّوَايَتَيْنِ يَنْبُو الطَّبْعُ عَنْهَا. و يُرْوَى بالجِيم أَيْضاً، و قد أَشَرْنَا إلَيْهِ، أَوْ هُوَ تَصْحِيفٌ، و أَنْشَدَ اللَّيْثُ:
و الخَائِعَانِ : شُعْبَتَانِ تَدْفَعُ إِحْدَاهُما في غَيْقَةَ، و الأُخْرَى في يَلْيَلٍ، بالقُرْبِ من الصَّفْرَاءِ.
و الخُوَاعُ ، كغُرَابٍ: التَّحَيُّر هكَذَا وَقَعَ في نُسَخِ كِتَابِ المُجْمَلِ لابْنِ فارِسٍ [3] عَلى أَنَّه تَفَعُّلٌ مِنَ الحَيْرةِ، أَوْ هو شَبِيهُ النَّخِيرِ الَّذِي كالشَّخِير، كَما في الجَمْهَرَةِ لابْنِ دُرَيْدٍ.
يُقَالُ: سَمِعْتُ لَهُ خُوَاعاً أي صُوْتاً يُردِّدُهُ في صِدْرِه. قالَ الصّاغَانِيّ: و كَأَنَّ أَحَدَهُمَا، أَعْنِي التَّحَيُّرَ و النَّخِيرَ تَصْحِيفُ الآخَرِ.و الخُوَاعَةُ ، بهَاءِ: النُّخَامَةُ.و في الصّحاح: خَوَّعَ مِنْهُ تَخْوِيعاً ، أَيْ نَقَصَ، قال الشاعِر-و هو طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ-:
و جامِلٍ خَوَّعَ مِنْ نِيبِهِ # زَجْرُ المُعَلَّى أَصُلاً و السَّفِيحْ
و يُرْوَى: «خَوَّفَ» و المَعْنَى وَاحِدُ، و يُرْوَى: «من نَبْتِهِ» .
و قال ابن عَبّاد: خَوَّعَ فُلاناً بالضَّرْبِ و غَيْرِه: كَسَرَه و أَوْهَنَهُ.و قالَ ابنُ السِّكِّيت: خَوَّعَ السَّيْلُ الوَادِيَ، إذا كَسَرَ جَنْبتَيْهِ، كما في الصّحاح.
و قالَ ابنُ عَبّادٍ: خَوَّعَ دَيْنَه: إذا قَضاهُ.و تَخَوَّع : تَنَخَّمَ. و أيْضاً تَقَيَّأَ، لُغَةٌ بَغْدَادِيَّة. و تَخَوَّعَ الشَّيْءَ: تَنَقَّصَهُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
*و ممّا يُسْتَدْركُ عَلَيْه:
الخَوْعُ : مَوْضِعٌ.
خهفع [خهفع]:
الخَيْهَفْعَى ، بفَتْحِ الخَاءِ و الهَاءِ و العَيْنِ مَقْصُورَةً، و تُمَدُّ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، و المَدُّ نَقَلَهُ الخارْزَنْجِيّ. و اقْتَصَرَ الأَزْهَرِيُّ عَلَى القَصْرِ، و هُوَ وَلَدُ الكَلْبِ مِن الذِّئْبة إذا وَقَعَ عَلَيْهَا، و إِذا وَقَعَ الذِّئْبُ عَلَى الكَلْبَةِ جاءَت بالسَّمْعِ، و سَيَأْتِي، رَوَاهُ أَبُو تُرَابٍ، و يُقَالُ:
هو الأَسَدُ، و به كُنِّيَ أَبُو الخَيْهَفْعَى : أَعْرَابِيٌّ مِن بَنِي تَمِيمٍ. حَكَى الأَزْهَرِيُّ عَنْ أَبِي تُرَابٍ، قالَ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيّاً مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُكْنَى أَبا الخَيْهَفْعَى ، و سَأَلْتُه عَنْ تَفْسِيرِ كُنيتِهِ فقالَ: يُقَالُ: إذا وَقَعَ الذِّئْبُ عَلَى الكَلْبَةِ جَاءَتْ بالسِّمْع، و إذا وَقَعَ الكَلْبُ عَلَى الذِّئْبَةِ جَاءَتْ بالخَيْهَفْعَى . قالَ: و لَيْسَ هذا عَلَى أَبْنِيَةِ أَسْمَائهم مَعَ اجْتِمَاع ثَلاثَةِ أَحْرُفٍ مِنْ حُرُوفِ الحَلْقِ، و قَالَ عَنْ هذا الحَرْفِ و مَا قَبْلَهُ في بَابِ رُبَاعِيِّ العَيْنِ مِنْ كِتَابِهِ: و هذِهِ حُرُوفٌ لا أَعْرِفُهَا، و لَم أَجِدْ لَهَا أَصْلاً في كُتُبِ الثِّقاتِ الَّذِينَ أَخَذُوا عَن العَرَبِ العَارِبَةِ ما أَوْدَعُوا كُتُبَهُم، و لَمْ أَذْكُرْهَا و أَنَا أَحُقُّها، و لكِنْ ذَكَرْتُهَا اسْتِنْدَاراً لَهَا، و تَعَجُّباً مِنْهَا، و لا أَدْرِي ما صِحَّتُهَا.
و حَكَى ابنُ بَرِّيّ في أَمالِيه قال: قالَ ابنُ خالَوَيْه: أَبُو الخَيْهَفْعَى : كُنْيَةُ رَجُلٍ أَعْرَابِيّ يُقَالُ لَهُ: خزاب [4] بن الأَقْرَعِ، فقِيلَ لَهُ: لِمَ تَكَنَّيْتَ بهذا؟فَقَالَ: الخَيْهَفْعَى : دَابَّةٌ يَخْرُجُ بَيْنَ النَّمِرِ و الضَّبُعِ، يَكُونُ باليَمَنِ، أَغَضَفُ الأُذُنَيْنِ، غائرُ العَيْنَيْنِ، مُشْرِفُ الحَاجِبَيْنِ، أَعْصَلُ الأَنْيَابِ، ضَخْمُ البَرَاثِنِ، يَفْتَرِسُ الأَبَاعِرَ.