فعلى هذا، لا مجال للاعتناء بقول بعض المتكلمين [3] من أنّ التكليف تحميل المشقة و الكلفة، فعلى الحكيم إعطاء الأجر للمكلف.
هذا بالنسبة إلى الأوامر النفسية.
و قد اتضح من ذلك وجه عدم استحقاق الأجر و الثواب لو أتى بالأوامر الغيرية و مقدمات الواجبات النفسية [4]. نعم، لا مانع من التفضل من قبله جلّ شأنه.
و أمّا الكلام في استحقاق العقوبة على المخالفة، فلا يخفى أنّ العبد لو خالف أمر المولى فحيث يعد طاغيا عليه و خارجا عن رسم العبودية يستحق العقوبة بذلك، بمعنى أنّ للمولى عقابه. و لو عاقبه فلا يتصور قبح في عقابه عبده العاصي هذا فيما تكون المخالفة مخالفة للواجبات النفسية، أو المحرمات كذلك.
[3]. انظر البحث عند المتكلمين في أنوار الملكوت في شرح الياقوت: 170 (المسألة الاولى من المقصد الثالث عشر)، و شرح القوشجي على التجريد: 284، و شرح المقاصد 5: 125، و إرشاد الطالبين: 413، و المسلك في اصول الدين: 17.
[4]. راجع المستصفى من علم الاصول لأبي حامد الغزالي 1: 139؛ إشارات الاصول للكلباسي: 72؛ مطارح الأنظار: 68، سطر 34؛ كفاية الاصول 1: 175 (الأوّل من التذنيبين).