responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بيان الأصول المؤلف : الصافي، الشيخ لطف الله    الجزء : 1  صفحة : 234

انبعاث العبد نحو المبعوث إليه لإتيانه لنفسه.

استحقاق المثوبة و العقوبة

لا يخفى عليك: عدم استحقاق المكلف الثواب بسبب موافقته للأمر النفسي، بمعنى أن يكون له مطالبة الثواب و الأجر من المولى و قبح منعه من قبل المولى. و هذا من جهة أنّ العبد ملك للمولى، فلو أمره المولى بفعل فامتثل و أطاعه لم يكن للعبد طلب الأجر منه؛ لأنّ المولى تصرّف في ملكه، و على العبد امتثال أمره. بل كلما اشتدت العبودية اشتد قبح طلب الأجر من المولى، فكيف بمن أنشأ العبد و خلقه و صوّره و نعّمه!! و أيضا الأوامر النفسية كلها ذات مصالح راجعة إلى العبد، و المولى غني عن إطاعته، فقبيح من مثل هذا العبد طلب الأجر منه، كما أنّه يقبح على المريض الذي عالجه الطبيب و أعاد صحة بدنه و سلامته إليه، لكن أمره بشرب المسهل و نهاه عن أكل البطيخ مثلا، أن يطلب من ذلك الطبيب الأجر على أنّه أطاع أمره و شرب المسهل و انتهى عن أكل البطيخ، بل لا يعدّ ذلك إلّا من نقص العقل.

فالثواب و الأجر من المولى لا يكون إلّا رحمة و تفضلا منه.

و أمّا التعبير بالأجر في القرآن الكريم، كقوله تعالى‌ فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ* [1] أو الجزاء، كقوله تعالى‌ وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ* [2] أو الثواب، كقوله‌


[1]. آل عمران (3): 199.

[2]. نحل (16): 97، و عنكبوت (29): 7.

اسم الکتاب : بيان الأصول المؤلف : الصافي، الشيخ لطف الله    الجزء : 1  صفحة : 234
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست