responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 3  صفحة : 209

بعين وجود النفس، لو تصور شيئا ثم تصور شيئا آخر، بأن هذا تحول في حدود هذا الموجود الواحد، لا أن هناك وجودين أحدهما ثابت، اسمه النفس، و الآخر يتغير، اسمه العرض.

فهذا مطلب لا يوجد برهان على استحالته، و ما يقال من أن العرض مغاير مع الجوهر وجودا و ماهية، لأن العرض وجود رابطي و الجوهر وجود نفسي استقلالي، هذا إنما ينفع في الخطابة و لا برهان عليه في الفلسفة.

و لكن الإلهام الفطري للإنسان العامي، يقتضي المغايرة في المقام بين الوجودين، فينسج وراء البياض و الحلاوة مثلا وجودا آخرا جوهريا مباينا مع هذه الصفات، و حينما نتكلم عن «علم و عالم» و نريد أن نعرف لما ذا يصح حمل عالم في اللغة و لا يصح حمل علم، لا بدّ و أن نحكّم إلهامات هذا الإنسان الفطري، لأن اللغة إنما هي وليدة هذا الإنسان، و لا نحكّم الفلاسفة في المقام، إذ قد يعجزون فلسفيا عن برهان ان وجود العرض مغاير لوجود الموضوع، و لكن اللغة مربوطة بهذا الفهم الفطري، إذن فلا بدّ من الالتزام بأن «علم و عالم» مفهومان متغايران عرفا، إذ لو كان «عالم» عين «علم»، إذن لما صحّ حمله على الذات بحسب الإلهام الفطري العامي الذي يرى مغايرة بين الجوهر و العرض وجودا و مفهوما.

اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 3  صفحة : 209
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست