responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 3  صفحة : 203

و في المقام أيضا يمكن أن يجري نفس الكلام، فكما أن شي‌ء و شيئية لهما مفهوم واحد محفوظ و يصح حمل أحدهما على الذات بلحاظ و لا يصح بلحاظ آخر، و لا يعقل التطعيم فيهما، فليقل في «عالم» و «علم» أن لهما مفهوما واحدا محفوظا، و لكن هذا المفهوم الواحد، تارة يلحظ بنحو لحاظ شي‌ء، فيصح حمله، و أخرى يلحظ بنحو لحاظ شيئية فلا يصح حمله. و سرّ ذلك، هو أن يفرض أن مفهومين موجودان بوجود واحد، فمثلا بحسب الخارج «علم مع الذات» يفرض أنهما موجودان بوجود واحد في الخارج، و لكن هذا الوجود الواحد الذي هو مظهر لكلتا الماهيتين و لوجود كلا المفهومين يمكن بحسب عالم التحليل و الاعتبار، أن يحلّل إلى جزءين، فتكون حصة من هذا الوجود مظهرا لماهية «زيد»، و حصة أخرى من هذا الوجود مظهرا آخرا لماهية «العلم»، و هذا التحليل ليس له مطابق في الخارج من قبيل تحليل الماهية إلى الجنس و الفصل، و لهذا كان الجنس و الفصل تحليليين لا خارجيين، و لكن في عالم الخارج لا يوجد إلّا مفهوم و اتحد، و وجود واحد، و هو الإنسانية. و حينئذ، في مقام حمل مفهوم «علم» على الذات»، إن لوحظ عالم الخارج الذي هو عالم وحدة المفهومين وجودا، إذن فيصح حمل أحدهما على الآخر، فيقال «زيد عالم»، لأن «عالم» عبارة عن العلم المنظور إليه بحسب طبعه الخارجي عند الميرزا (قدّس سرّه) و هو موجود بعين وجود الموضوع، و إن لوحظ عالم التحليل، إذن فهناك مغايرة بين «العلم» و الذات، فلا يصح حمل أحدهما على الآخر، لأن كلمة «علم» عند الميرزا موضوعة للحدث المنظور إليه بحسب عالم التحليل بما هو له حصة من الوجود مغايرة للحصة الأخرى، و لهذا قال الميرزا [1]، بأن هذا بنفسه يحتاج إلى عناية ملاحظته «بشرط لا» من حيث الحمل، و هذا بخلاف كلمة «عالم» فإنها موضوعة لنفس الحدث الملحوظ بحسب طبعه الخارجي، و هو بهذا الطبع، وجوده في نفسه، عين وجوده في موضوعه.


[1] فوائد الأصول/ الكاظمي: ج 1 ص 49- 50- 59- 60.

اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 3  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست