responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 3  صفحة : 200

فمثلا «العلم» له وجود في نفسه، يعني وجود مضاف إلى العلم، فيقال هذا وجود «العلم»، و له وجود لموضوعه بمعنى أن وجود «العلم» قائم بالموضوع و مندك في الموضوع، و ليس هذان وجودان للعرض، بمعنى أن «العلم» ليس له وجودان، وجود في نفسه و وجود آخر في موضوعه، بل له وجود واحد، و هذا الوجود الواحد فيه حيثيتان، فإنه وجود للعرض في نفسه يمكن إضافته إلى ماهيته، فيقال هذا وجود للبياض أو وجود «للعلم» أو وجود «للقيام»، كما أن عين هذا الوجود الواحد هو وجود للموضوع بحيث يمكن إضافته إلى الموضوع فيقال هذا وجود للموضوع و يكون طورا من أطوار الموضوع، فإن العلم شأن من شئون الذات العالمة و طور من أطوارها، و نفس الحيثيتين يمكن تصورهما في مثال الصورة المنطبعة في المرآة فإن وجود المرآة وجود للمرآة في نفسها، و هو وجود للصورة المنعكسة في المرآة، و هذا وجود واحد هو وجود للمرآة، و وجود لذي المرآة، فإذا لوحظت المرآة بحسب الطبع في نفسها بلا عناية، يقال هذه صورة، باعتبار أن وجود المرآة في نفسها عين وجود الصورة فهي مستهلكة و مندكّة في الصورة و لكن مع إعمال عناية التفكيك و فصل المرآة عن الصورة، و أن الصورة أمر طارئ و المرآة شي‌ء إضافي منفصل عن الصورة، حينئذ يقال هذه مرآة، و لا يصح أن يقال هذه صورة، و نفس هذا المثال يمكن تطبيقه في المقام، فإذا لوحظ هذا الوجود الواحد بمقتضى طبعه دون إعمال عناية التفكيك و الفصل بينه و بين موضوعه، إذن فيصح حمله على الذات لأن هذا الوجود وجود للموضوع، إذ وجود العرض في نفسه عين وجوده لموضوعه، إذن فهو نحو ظهور للموضوع و طور من أطوار الموضوع فيصح حمله عليه، و لكن إذا أعملت عناية التفكيك بين وجوده في نفسه و وجوده لموضوعه و التفت فقط إلى جنبة وجوده في نفسه، إذن تحصل المغايرة بين العرض و الموضوع، لأنه حينما يلتفت إلى جنبة وجوده في نفسه و يفصل عن جنبة اندكاكه في الموضوع، يحصل التغاير بين العرض و الموضوع، فلا يصح حمله على الموضوع، و الأول هو معنى «اللابشرطية» و الثاني هو معنى «البشرطلائية».

اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 3  صفحة : 200
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست