اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر الجزء : 3 صفحة : 199
التفسير الثاني
و هذا التفسير هو ظاهر تصريحاتهم في كلمات الدواني و النائيني [1](قده)، إذ يقولون بأن مفهوم المشتق و مفهوم المصدر، مفهوم وحداني محفوظ في ضمن المشتق و في ضمن المصدر، و يطرأ عليه «شرط لائية» في المصدر، و «لا بشرطية» في المشتق، و لكن «الشرطلائية» و «اللابشرطية» ليستا بلحاظ نفس الحمل، بل بلحاظ خصوصية قبل الحمل، يترتب عليها جواز الحمل تارة، و عدم جوازه أخرى، فالمشتق لوحظ «لا بشرط» لا بلحاظ الحمل نفسه، بل بلحاظ أمر أسبق من الحمل، و ترتب على هذه «اللابشرطية» جواز الحمل، و المصدر هو عين ذاك المفهوم، لكنه لوحظ «بشرط لا»، لا من ناحية الحمل «بشرط لا»، بل من ناحية مطلب أسبق من الحمل ممّا ترتب على ذلك عدم جواز الحمل.
و ما هو ذاك المطلب الأسبق الذي يلحظ هذا المفهوم الواحد، تارة «لا بشرط» من ناحيته، و أخرى «بشرط لا» أيضا من ناحيته؟.
فقد أوضح ذلك المحقق النائيني [2](قده) فقال بأن الحدث عرض، و العرض له وجود في نفسه، و هذا الوجود في نفسه، هو وجود لموضوعه،